/ استفحلت أوضاع ساكنة دواوير جماعة سيدي عمر بدائرة كاف النسور هذا العام بسبب الجفاف الذي ضرب منطقة أزغار وبسبب التهميش والإقصاء، حيث لا تزال هذه المنطقة تعيش في ظروف بدائية تفتقد إلى أبسط شروط العيش الكريم. فلا وجود لطريق معبدة ولا كهرباء ولا ماء صالح للشرب ولا سكن لائق. فمعظم العائلات تعيش في منازل أشبه بالكهوف تتقاسمها مع الفئران والعقارب والثعابين التي تشكل خطرا دائما على حياتها. لا شيء تغير في هذه المنطقة المنكوبة منذ الأزل لأنها لم تدخل يوما في مخططات الدولة وحساباتها. فهي لا تثير إلا اهتمام بعض الوصوليون من محترفي الانتخابات وبعض المفترسين من مستغلي مقالع الرخام التي تزخر بها المنطقة والتي يتم استنزافها يوما بعد يوم دون أن ينعكس استغلالها على المنطقة. والأدهى من ذلك أن شركات استغلال هذه المقالع التي تدر أموالا طائلة لا تحترم دفاتر التحملات خصوصا فيما يتعلق بإعادة تهيئة مواقع الاستغلال والمساهمة في تنمية المناطق التي تتواجد بها. أضف إلى ذلك تسبب الآليات الثقيلة في تدهور حالة الطرقات دون قيام أرباب المقالع بإصلاحها. وقد أثر غياب التجهيزات الأساسية من طرق معبدة وكهرباء وماء ومراكز صحية وغياب مشاريع تنموية على المعيش اليومي للسكان الذين يعيشون أوضاعا اجتماعية مزرية. فبعض الدواوير، كأيت بويشي، أصبحت خالية من السكان بسبب الهجرة إلى المدن بحثا عن فرص العمل وعن آفاق أرحب. وبسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة هذا العام، تضاءل المحصول الزراعي ومردود تربية المواشي بشكل كبير دون أن تتدخل الدولة للتخفيف من أثار الجفاف ومن معاناة السكان عن طريق حفر الآبار وتوفير الأعلاف المدعمة للمواشي وإيجاد حلول للمشاكل التي تتخبط فيها المنطقة. جدير بالذكر أنه ومنذ ما يزيد عن شهر قامت السلطات المحلية بتوزيع صهاريج الماء لا تتعدى طاقتها الاستيعابية طن واحد. صهريج واحد لكل دوار لا تكفي، حسب تعبير أحد السكان، لري ظمأ العصافير فما بالك بالمواشي وتزويد المنازل بالماء. والأغرب أن هذه الصهاريج، في بعض الدواوير كدوار أيت الخياط، لم يتم بعد تزويدها بالماء. وهو ما أثار استياء السكان الذين يحسون بالغبن والظلم جراء الاستهتار الذي يسم تعامل السلطات المحلية تجاههم. وقد قررت بعض الدواوير، وخصوصا دوار أيت الخياط، التحرك للتحسيس بمعاناتها. وقامت كخطوة أولى باجتماع مع رئيس المجلس القروي لجماعة سيدي اعمر يوم الخميس 15 سبتمبر 2016 لعرض مشاكلهم وإيجاد بعض الحلول. وأوضح الرئيس خلال هذا الاجتماع أن الجماعة فقيرة ولا تتوفر على أي مورد ولو لتسديد فواتير البنزين. وصرح أنه قد قام باتصالات مع المصالح المختصة لاسيما عمالة إقليمخنيفرة والمجلس الإقليمي والمجلس الجهوي لجهة خنيفرةبني ملال لإيجاد التمويلات الضرورية لتنفيذ المشاريع المبرمجة التي تهم الطرقات وحفر الآبار وتزويد الدواوير بالكهرباء. وأمام قتامة الوضع وانسداد الأفاق، أصبحت المنطقة على صفيح ساخن قد يؤدي إلى انفجار الوضع إن لم تبادر السلطات بالعمل على القيام بخطوات إجرائية للتخفيف من معاناة هذه الدواوير التي ترزح تحت وطء الفقر والظروف الطبيعية الصعبة والتهميش الذي تمارسه الدولة.