ان من أهم المكتسبات التي عرفها المغرب بعد 2011 اعتبار المجتمع المدني قوة اقتراحيه وفاعل أساسي في تحقيق التنمية المحلية المرجوة, فالدستور المغربي في الفقرة الثالثة من المادة الثانية عشرون جعل من المجتمع المدني دعامة أساسية لتثبيت مبادئ الحكامة الجيدة وتطبيق الديمقراطية التشاركية في تدبير الشأن المحلي و التي تبقى من أهم الضروريات لإنجاح المشاريع التنموية .. وانطلاقا من المقاربة التشاركية التي نصت عليها توجيهات الكبرى لصاحب الجلالة والداعية إلى فتح ورش الديمقراطية التشاركية وتطوير العلاقة مع المجتمع المدني بما يخدم التنمية وإرساء مؤسسات الحكامة وتعميق التشاور مع الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين ومنظمات المجتمع المدني والجماعات الترابية في بلورة السياسات العمومية وتفعيلها وتنفيذها وتقييمها. تأتي هذه المذكرة كمساهمة من جمعية شباب الريصاني بلا حدود و التي نأمل أن تساهم في النهوض بالتنمية المحلية و خاصة بمنطقة تافيلالت و ذالك انطلاقا من الاهتمام بأهم فئة نشيطة و هي فئة الشباب . لايخفى على أحد أن أهم المؤهلات التي تزخر بها منطقة تافيلالت هي المؤهل البشري , فالاظافة الى المؤهلات الاقتصادية و السياحية و الثقافية نجد أن منطقة تافيلالت تزخر برأسمال بشري جد مهم خاصة فئة الشباب . غير أن هذا الرأسمال لا مادي لابد من تأهيله و تأطيره حتى يكون في مستوى تطلعات التنمية المنشودة . إن دور المجتمع المدني الجاد يبرز في تحديد الأولويات الكفيلة بتحقيق نقلة تنموية حقيقية . فبعد تجربة المتواضعة التي دشنتها جمعية شباب الريصاني بلا حدود من خلال أنشطتها التي تستهدف الشباب بصفة خاصة اتضح أن أي تنمية محلية لا يمكن أن توتي أكلها إلا من خلال اعتماد إستراتيجية إقليمية تشترك فيها جميع مصالح المتدخلة و جمعيات المجتمع المدني الفعالة و النشيطة و تعتمد هاته الإستراتيجية على مايلي : تعزيز التواصل الفعال مع الشباب : ، حيث يتطلب التخفيف من الهجرة القروية، و الرفع من التنمية المحلية بالمنطقة تعزيز ثقافة التواصل بين كل الأطراف محليا ووطنيا من أجل تحقيق الهدف، وهو إقناع آلاف الشباب للحد من نزوحهم بشكل مستمر إلى المدن والحواضر التي هي الأخرى تكون في وضعية غير ملائمة لاحتوائه. التحسيس ، حيث إن هذا المبدأ يمكنه أن يحد من خطورة الآثار الناتجة عن عدم إيجاد حلول لهذه الآفة، بالتأكيد على أن هذه الهجرة ذات مآل قد لا يرضي الجميع، و قد يشكل خطرا على البعض في حالات غياب شروط الاحتضان و الرعاية الاجتماعية. – التعاون.. هذا المبدأ يعد بمثابة أس هذه المكونات، باعتباره يفتح المجال للتواصل بين الفر قاء الاجتماعيين محليا ووطنيا، مما قد يسهل على السلطات المحلية و المقاولات ومنظمات المجتمع المدني التوصل إلى حلول ناجعة للتخفيف من هذه الظاهرة. التنمية، حيث منها ما هو محلي، ومنها ما هو وطني، و ذلك في إطار إستراتيجية ترتكز على مقاربة مجاليه شمولية، تعالج قضايا المجتمع و الاقتصاد القروي ،و التحسين الكيفي و النوعي للأنشطة الاقتصادية الممارسة في المجال ألواحي ، مع ضمان استدامتها.. و تعمل كذلك على تنمية الموارد المحلية، و محاربة الفقر القروي، و كل المشاكل التي يتخبط فيها الشباب العالم القروي. لتحقيق ذالك نقترح ما يلي : تنظيم ملتقى اقليمي للشباب و خاصة شباب الواحات يتم فيه الإنصات للمشاكل و اقتراح الحلول التي تواجه الشباب القروي. تنظيم حملات توعية مع جمعيات القصور و الاحياء للتعريف بأهم الاجراءات الكفيلة بالنهوض بواقع الشباب و المرأة و الطفل بالعالم القروي عقد اتفاقيات شراكة بين الجمعيات الجادة و المؤسسات العمومية من أجل تنظيم مشاريع تستهدف شباب القروي من خلال تنظيم دورات تكوينية في مجالات : التشغيل و التشغيل الذاتي , انشاء المقاولات , حقوق الانسان , التنمية المستدامة , الصناعة التقليدية , السياحة الثقافية و التضامنية , ……الخ العمل على توفير البني التحتية اللازمة في جميع المجلات( روض الأطفال, مؤسسات تعليمية , دار تنمية القدرات الشباب , داخليات , مستوصفات و مستشفيات , دور الشباب , قاعات للسينيما وقاعات للانترنيت , إنشاء ملاعب للنهوض بالرياضة الخ ) كل هدا سيساهم بدون شك في النهوض بأوضاع شباب الواحات المغربية. تشجيع الشباب بالواحة وتوجيههم الى المهن الحرفية والفنية وتلقينهم فلسفة المبادرات الذاتية والحرة ، الشيء الذي يستوجب من الجهات المعنية بالقطاع تأسيس وتشييد معاهد فينة وحرفية بالإضافة إلى سن قوانين وأنظمة متعلقة بالتدريب المهني للشباب و إتاحة الفرصة لهم في الحصول على القروض الميسرة والخالية من الفوائد. • تكوين الشباب القروي وتشجيعهم على تأسيس جمعيات تعاونية في المجال الزراعي و الصناعة التقليدية لما لمنطقة تافيلالت من مؤهلات في هذا المجال . العمل على تنشيط قاعدة بيانات حول قضايا الشباب بالواحة من طرف الجهات المعنية لتسهيل إنجاز الدراسات من طرف مراكز البحوث والمختصين للاستفادة منها في تخطيط البرامج والأنشطة ومتابعة تنفيذها وتقويم أثرها. انفتاح و سائل الاعلام المحلية و الوطنية و ذالك بانجاز تقارير مكتوبة و مرئية حول الشباب الواحي العمل على ربط مؤهلات المنطقة السياحية و الفلاحية و التاريخية بمخططات سوق الشغل و ادماجها في البرامج التكوينية المتخصصة . لقد دشنت جمعية شباب الريصاني بلا حدود تجربة متميزة تنطلق من اعتبار الشباب مصدر قوة و الهام ان وجد البرامج و الامكانيات ينخرط بقوة في تحقيق التنمية المنشودة .