شكلت المبادرة المغربية بتخويل الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا محور المباحثات التي أجراها بأديس أبابا كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد محمد أوزين . وقال السيد أوزين في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء " لقد كانت فرصة للتباحث مع وزارء البلدان الأعضاء في الاتحاد الإفريقي من أجل إطلاعهم ، هذه المرة ، على تفاصيل المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء والتطورات التي عرفتها منذ تقديمها إلى الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة يوم 11 أبريل 2007 ". وأكد الوزير ، الذي يقوم بزيارة عمل إلى أديس أبابأ تتزامن مع القمة العادية 14 للاتحاد الإفريقي ، أن هذه المبادرة تضمن لساكنة هذه المنطقة مكانتها ودورها الكاملين ، دون تمييز أو إقصاء، في هيئات ومؤسسات الجهة مما يمكنهم من تدبير شؤون الجهة بشكل ديمقراطي، من خلال هيئات تشريعية وتنفيذية وقضائية مع توفير الدعم المالي اللازم لهم من أجل تنمية الجهة . وبذلك ، يضيف السيد أوزين، سيكون بإمكان السكان الصحراويين المشاركة بكيفية فعالة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمملكة . ولاحظ كاتب الدولة أن مصادقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على القرارين 1754 و 1783 في عام 2007 ، وعلى القرار 1813 في 2008 وضع حدا للمقاربات السابقة وذلك بدعوته المجموعة الدولية إلى مساندة المبادرة المغربية للحكم الذاتي . وذكر بأن هذه القرارات تدعو الأطراف المعنية إلى إجراء مفاوضات مكثفة بهدف التوصل إلى نتائج ملموسة أخذا مع الأخذ بعين الاعتبار التطورات الأخيرة التي عرفتها القضية منذ 2006. وأشار الوزير إلى أن المغرب انخرط في هذا المسار من خلال مبادراته الإيجابية ، واستعداده الجاد وما تحلى به من روح بناءة بحيث برهنت المملكة عن إرادتها الجادة ونيتها الحسنة من خلال تقديمها للأطراف الأخرى مضمون وأبعاد مشروع الحكم الذاتي مع إظهار انفتاحها على وجهات نظرهم من أجل إثراء هذا المضمون في إطار مفاوضات مكثفة وجوهرية. كما أن المغرب جدد التأكيد للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس على التزامه بتفعيل مضمون القرار 1813 (2008) في إطار استكمال العمل الذي قام به سلفه السيد فان والسوم والشروع في مفاوضات مكثفة وجوهرية بناء على المبادرة المغربية للحكم الذاتي. وأعرب السيد أوزين عن أسفه لكون الجزائر و"البوليساريو" تمسكا ، مع ذلك ، بمواقفهما الجامدة عبر تبني خطاب يتعارض مع الموقف المغربي المتميز بالانفتاح من أجل إيجاد حل سلمي لهذه القضية، مؤكدا أن مواقفهما تتغيى وضع العراقيل أمام جميع المبادرات البناءة نتيجة بقائهما مرتهنين لتصورات متجاوزة وتأويل مختزل وضيق لمبدأ تقرير المصير. وأوضح الوزير أن لقاءاته مع الوزراء الأفارقة تندرج في إطار المقاربة المغربية القائمة على الانفتاح والاستباقية بغية دعوة الدول الإفريقية لمساندة مقتضيات قراري مجلس الأمن 1813 (2008) و1871 (2009) ودعم مسلسل المفاوضات تحت إشراف الأممالمتحدة ولتبني موقف إيجابي لصالح تسوية نهائية لهذا النزاع مقبولة من طرف الجميع . كما يتعلق الأمر، حسب السيد أوزين، بدعوة الدول الإفريقية إلى عدم الانسياق وراء تلك المحاولات الرامية إلى إفراغ هذا المقترح الجريء من محتواه والتمسك بأطروحات ماضوية ومتجاوزة. وأكد الوزير أن ورش الجهوية كخيار استراتيجي بالنسبة للمغرب كان في صلب مباحثاته مع المسؤولين الأفارقة ، مبرزا أن "هذا الخيار كان موضع إشادة قوية من قبل هؤلاء المسؤولين بالنظر إلى كونه سيعزز قيم الديمقراطية والحكامة بالمملكة". وتأتي زيارة كاتب الدولة لأديس أبابا مباشرة بعد تمثيله للمغرب في أشغال المجلس التنفيذي لوزراء الشؤون الخارجية لتجمع دول الساحل والصحراء المنعقد في طرابلس. وكان السيد أوزين مرفوقا خلال هذه الزيارة لإثيوبيا بمدير الشؤون الإفريقية بالوزارة السيد عبد اللطيف بندحان والمدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي السيد يوسف عيماني.