كما كان متوقعا ،وليس كما توهم مستشاري حزب العدالة والتنمية بعروس الشمال،صادق مجلس مدينة طنجة يوم الاثنين الماضي على الحساب الاداري لسنة 2009،بأغلبية47صوتا مقابل 20فقط،ليوجه بذالك حزب الأصالة والمعاصرة لكمة قوية يبدوأنها قاضية بلغة الملاكمين ،لمحمد نجيب بوليف ورفاقه لا أعتقد أنهم سيفيقون منها بسهولة الا بعد حين. معظم المتتبعين للشأن المحلي بعاصمة البوغاز كانو يتوقعون أن يحصل هذا ،ورغم أن هذا التحول مهدت له مجموعة من الخرجات الاعلامية لرموز حزبي الحمامة والحصان بطنجة،التي كانت كلها تؤكد مما لا يدع مجالا للشك أن التحالف الذي يجمعه بحزبي التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري أصبح في مهب الريح،الا أن رفاق عبداللطيف بروحو وطيلة الأسابيع الأخيرة كانو يمنون النفس بأن يحدث العكس ،وهو ما يفسر ضعف الرؤية السياسية لدا هذا الحزب ،لتنضاف هاته الخيبة الى الأخطاء التي ارتكبها رفاق البشير العبدلاوي ابان فترة تدبير مسألة التحالفات بعد انتخابات 2009الجماعية. ففي الوقت الذي كان فيه مستشاري العدالة والتنمية بقيادة الخبير في الشؤون المالية الدكتور عبداللطيف بروحو يعدون التقرير المالي بحكم رئاسة هذا الأخير للجنة مالية المجلس ،والتي أوصى في ختامه بعدم المصادقة على الحساب الاداري ،كان المنسق الجهوي لحزب "البام" السيد فؤاد العماري يجري اتصالاته ،ويعقد لقاءاته ،ويضع آخر لمساته على تحالفه الجديد،الذي قال عنه محمد بوهريز المنسق الجهوي لحزب الحمامة "التحالف الاستراتيجي القائم بين الأحرار والدستوري والبام على الصعيد الوطني وصل اليوم الى طنجة.."فما رأي القيادة المحلية لحزب العدالة والتنمية؟ التصويت على الحساب الاداري للسنة المالية لسنة 2009،وبتلك الطريقة تعني أمورا كثيرة: تعني أولا أن أغلبية سمير عبد المولى أصبحت مريحة ،وبامكانه اليوم بعد كل هاته المدة الطويلة نسبيا أن يمرر مختلف نقاط جدول الأعمال المعلقة منذ نهاية السنة الماضية-دورة أكتوبر-مما أدى الى شل مجمل لجان وهياكل مجلس المدينة. يعني ثانيا أن المعارضة أصبحت محصورة فقط في حزب المخضرم عبدالله اشبابو -وحيدا ويتيما-وسيفقد بذالك محمد خيي ورفاقه بريقهم الذي ميزهم طيلة الشهور التسعة التي مضت من تولي سمير عبد المولى عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة رئاسة المجلس الحضري لمدينة طنجة،الذي كانوا يستمدونه أساسا من التحالف الذي جمعهم بحزبي الأحرار والدستوري. يعني ثالثا أن حزب الأصالة والمعاصرة قادر على استقطاب ليس فقط الأفراد والجماعات بل حتى الأحزاب الى صفه،طبعا هذا بسبب المكانة التي يحتلها هذا الحزب الذي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب . بقي فقط أن أشير الى أن على حزب المخضرم عبدالله اشبابوأن يراجع أوراقه التي لم تكن مضبوطة كما يجب ،وأن يضبط توقعاته التي فاجأت المتتبعين للشأن المحلي بسبب "سذاجتها"،وأكثر من هذا وذاك عليه أن يجلس ويستمع الى نبض قواعده ليقيم المرحلة التي أبانت فيها القيادة المحلية عن ارتباك واضح وضعف بين أثرعلى اختيارات الحزب محليا،وكان بامكانها استغلال نقاط قوة الحزب وهي كثيرة على كل حال.