عادت أجواء الثوتر والإحتقان الإجتماعي بين صحراويي الداخل وبين السلطات المحلية بالعيون إلى الواجهة،بعد-هدنة-كان أهالي الصحراء قد التزموا بها مع السلطات المحلية والمركزية،مقابل تحقيق مطالبهم ذات الطبيعة الإجتماعية،من سكن وتشغيل ورعاية صحية و..،إلا أنه وأمام هذا التسويف والتماطل،على حد تعبير أحد الصحراويين-لم تجد القبائل الثائرة على الوضع المزري الذي يعيشه الصحراويون بالصحراء،غير الإحتجاج في شكل غير مسبوق،وذلك بالنزوح الجماعي إلى أحواز مدينة العيون،وهوامشها،والتجمع في شكل مخيم متنقل،إختاروا له -مخيم العزة والكرامة. وقالت بعض المصادر الصحفية،غن المخيم بلغ تعدد النازحين به إلى حدود أمس،حوالي 2000 خيمة لحوالي 2000 عائلة نازحة،وأن الرقم مرشح للإرتفاع بالرغم من الحصار البوليسي الذي تضربه السلطات بالعيون على المخيم المذكور،وذلك عبر منعها لأي ناقلة تحمل الغذاء والماء للنازحين من ولوج المخيم،لإكراه الغاضبين على هدم خيامهم والعودة من حيث نزحوا،وشددت بعض المصادر المقيمة في عين المكان، إلى أن هذه-المقاربة الأمنية-المبالغ فيها والإستفزازية أحيانا،من شأنها تأجيج الوضع كما حدث سابقا مع حركات ذات طبيعة اجتماعية تحولت بفعل ما أسماه أحد الصحراويين-العقلية البوليسية للدولة-إلى حركة سياسية رُفعت فيها أعلام البوليساريو وشعارات الإستقلال عن المغرب،بعدما كان المحتجون في البداية يرفعون مطالب تهم التشغيل والسكن والعيش الكريم،فقط نكاية في قمع السلطات لحركتهم،وأرجعت مصادر متطابقة أسباب هذا الغليان الذي يأتي مباشرة بعد افتتاح الملك للبرلمان،أن الصحراويين الوحدويين يعانون من إقصاء وتهميش كبيرين،وأن الدولة وأجهزتها،بالغتا في تمتيع صحراويي تينذوف،العائدين إلى البلاد،بالعديد من الإمتيازات الفاحشة من قبيل تفويتها للعديد من الفيلات والبقع الأرضية ورخص الصيد ومأذونيات النقل والعديد من الإمتيازات القائمة على-اقتصاد الريع-مما ولد بعض-الغيرة والحقد-بين صحراويي الداخل وصحراويي تينذوف،إلى حد أن ترسخت فكرة-العيش بكرامة أو الإنفصال-لدى أغلب صحراويي الداخل في الصحراء-يؤكد المصدر ذاته. هذا ولازال أهالي مخيم العزة والكرامة يرفضون الحوار مع أي جهة كيفما كانت،ويشترطون مبدئيا التفاوض مع شخصية يبعثها الملك شخصيا لحل أزمة الثوثر بين النازحين والسلطات المحلية والمركزية،وأسرت بعض المصادر ل-مرايا بريس-أن الجهات العليا تدرس منذ أيام إمكانية إيفاد لجنة ملكية تتكون من ثلاثة شخصيات مستقلة ،يترأسها مدير الديوان الملكي رشدي الشرايبي إلى مخيم النازحين لإيجاد حل فوري لهذه الأزمة،حتى لا تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباها-يضيف المصدر ذاته-وفي سياق ذي صلة أفاد مصدر ممن يعرفون ب-انفصاليي الداخل-بأن-العزة والكرامة-هي من أحد مقومات العيش بأي وطن،وأنه في غيابهما لا معنى للوطن،لذلك يضيف ذات المصدر،أن الحركة الإجتماعية،باطنها ليس إلا سياسيا،من جهتها أشارت بعض المصادر إلى أن جبهة البوليساريو تطلق على مخيم العزة والكرامة-مخيم الإستقلال-بل بعث عبد العزيز المراكشي،برسالة عاجلة إلى بان كيمون،الأمين العام للأمم المتحدة،يدعوه فيها إلى التدخل لحماية النازحين من السلطات المغربية،هذا وتجذر الإشارة إلى أن جهات عديدة حذرت من الحلول السهلة التي دأبت الدولة المغربية على نهجدها،ممثلة في-الحلول القمعية-للحركات المطلبية،بدل إيجاد حل جذري يتمتع فيه السكان دون تمييز بالعزة والكرامة.