خلص تحقيق أجرته البوابة عن تدخل المصالح الأمنية بميدلت إلى وجود خيط رابط بين معظم الجرائم التي تشهدها وشهدتها ميدلت خلال السنة الفارطة إلى وجود عامل الخمور وهي مسألة دفعتنا للبحث عن إقبال شريحة من أهل البلدة وشبابها على هاته المشروبات التي يحرمها الدين , حيث يقول ( ع.إ) مهتم بالشأن المحلي أن السياق التاريخي لتعاطي أهل المنطقة للخمور راجع لبرودة المناخ و الاستهلاك المفرط للمستعمر أيام الحماية الفرنسية الأمر الذي أفرز نوعا من الإباحية لها حيث وجود استهلاك ملحوظ في محلات و مقاهي خاصة بها في المدينة. ليس هذا هو موضوع التحقيق الذي نحن بصدده إذ توصلنا إلى أن جل الجرائم المسجلة تندرج ضمن خانة الجرائم الجنحية والمتمثلة في السرقة , هتك العرض , النزاعات وهي جرائم أغلبها له علاقة بتناول الخمور حسب المتحدث, في حين تم تسجيل تراجع ملحوظ في ترويج مادة " الماحيا" المسكرة ليتم تسجيل ملف واحد خلال 2013 . من جهة أخرى أكد التحقيق أن كل ملفات الفساد المالي تم إحالتها على غرفة الجنايات بمدينة فاس قصد البث فيها من لدن المصالح المختصة , ومن جهة أخرى خلص التحقيق في مسألة الفساد الأخلاقي إلى غياب الدعارة المنظمة بميدلت كالتي توجد ببعض المدن والمراكز الحضارية مع تسجيل تراجعها التقليدي وتناميها بالوساطة عبر الهاتف في صفوف القاصرين بالنظر للحريات التي يتم استثمارها في شقها السلبي , وكذا التطورات الإعلامية وتراجع دور الأسرة والمؤسسة في التربية , الأمر الذي يضطر بعض القاصرات للاختفاء بمحض الخاطر من حين لأخر لأسباب خاصة . وفي ملف التعاطي للمخدرات أكد التحقيق أن مخدر الشيرة هو الأكثر رواجا على نطاق الإقليم , ولخطورة الوضع أضحى تدخل الفرقة الأمنية للشرطة القضائية يشمل كل ربوع الاقليم بتنسيق مع المصالح المختصة , للتصدي لكل أشكال الترويج والبيع لهاته المواد , من جهة أخرى تم تسجيل انعدام وجود مقاهي خاصة بالشيشة أو ترويجها في الأماكن العامة للآثار التي تسهم فيها في إفساد الشباب حيث يقتصر وجودها في الأوكار الخاصة . ومن أجل التصدي للظاهرة يتم التركيز في معظم الأحيان على المحيط المدرسي الذي غالبا ما يقصده بائعوا التقسيط درأ للعنف الذي قد يتعرض له التلاميذ أو الأطر التعليمية, ولعل أبرز ملف شهدته سنة 2013 هو إيقاف 10 قاصرين في إطار استهلاك وترويج مادة الشافية المخدرة بالقرب من ثانوية الحسن الثاني , وكذا حادث الاعتداء على أستاذ بالمدرسة الحسنية للتعليم الخصوصي... وارتباطا بمسألة استتباب الأمن تؤكد الدراسة أن معظم السرقات تسجل أيام البرد خاصة في الليالي التي تعرف هبوب رياح قوية يصعب على الساكنة إبانها تميز صوت الرياح من فعل الغرباء , بالاظافة لتسجيل ظاهرة إشراك القاصرين في عمليات النصب والاحتيال على المواطنين سواء في مداهمة المنازل أو المحلات أو سرقت السيارات بعد حملة تكسير الزجاج والتي لوحظ السيطرة عليها خلال السنة الفارطة وإلقاء القبض على الجناة . التحقيق أفضى أيضا إلى غياب ظاهرة الإرهاب بالإقليم إذ تم تسجيل ملف وحيد في الأيام الأخيرة بعد إيقاف شخص متشبع بأفكار جهادية بحي أيت برتات تمت إحالته على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية , وذلك بفضل اليقظة التي تقوم بها دوريات الأمن سواء الراجلة أو الراكبة خلال اليوم , وعن قصور عمل الدوريات الليلية يقول مصدر أمني أن اختيار التدخلات العاجلة وقلة الحصيص في المعدات اللوجيستيكية والتلاعب بالرقم 19 من لدن البعض كلها عوامل تٌظهر للمواطن قصور تلك الدوريات . وفي الختام يضيف المصدر نفسه تسجيل حصيلة إيجابية خلال 2013 إثر تدخل المصالح الأمنية في العديد من الملفات وسهرها على تحقيق أمن المواطنين , وهو الأمر الذي علق عليه ( ز.ح) مهتم بالشأن المحلي بالقول أن السنة سجلت ملفات شائكة كقضية الشاب الميكانيكي وما جرى داخل المفوضية , و أضاف أن الوضع الأمني بالمدينة مستقر عكس ما ذهبت إليه بعض التقارير الخاصة عن قتامة الصورة الأمنية بالمنطقة .