تعتبر محطة إذاعة وجدة الجهوية، من أهم وأقدم المحطات الإذاعية ببلادنا، إذ يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1962. ومنذ ذلك التاريخ وهذه المحطة تلعب دورا هاما وحيويا في تنوير الرأي العام المحلي والجهوي وحتى الوطني من خلال بث مجموعة من البرامج الاجتماعية والثقافية والرياضية والسياسية،حيث نالت هذه البرامج صيتا ذائعا لدى المستمعين والمهتمين أيضا. اتخذت إذاعة وجدة في بداية الأمر مقرا صغيرا بساحة مولاي الحسن، التي يوجد بها الآن سوق طنجة بحلته الجديدة. وظلت لمدة طويلة تبث برامجها من هناك قبل أن يتم نقلها مرة أخرى نحو شارع سجلماسة بالقرب من السوق المغطاة، ليستقر بها المطاف سنة 1987 في المقر الحالي، الكائن بشارع عمر الريفي. وقد عرفت هذه المحطة ظهور وتألق مجموعة من الإذاعيين المتميزين الذي أبلوا البلاء الحسن لهذه المحطة الكبيرة، والتاريخ يحفظ العديد من الأسماء الوازنة التي كانت أصواتها الرخيمة والعذبة تطل على المستمع عبر برامج هذه المحطة، الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخ الإعلام المسموع ببلادنا منهم من فارقنا إلى الأبد ومنهم من لازال حيا يرزق، ونخص بالذكر «محمد مجدولين» أول مدير لهذه المحطة، و«عمر بلشهب»، والمرحومين «يحي الكوراري» و«قاسم جداين»، إضافة إلى «محمد مقروف» و«عبد الحفيظ القادري» المدير الحالي للمحطة، ومجموعة أخرى من الأطر. وشهدت هذه المحطة بث مجموعة من البرامج الإذاعية المباشرة، التي كانت تشهد نسبة واسعة من ا لمستمعين في الوطن وخارجه، منها برنامج «صوت الحق»، الذي كان يشرف عليه الأستاذ «عمر بلشهب»، حيث كان هذا البث الإذاعي الحي يعالج مأساة إنسانية خطيرة تتعلق بالطرد التعسفي، الذي أقدم عليه النظام الجزائري في عهد «الهواري بومدين»، وهو القرار الذي شرد الآلاف من المغاربة. إضافة إلى برامج الأخرى، كبرنامج «تهاني وأماني» و«بالأحضان يا وطني»، الذي كان يشرف عليهما المرحوم «يحيى الكوراري» وبرنامج «مشوار» من إعداد وتقديم «محمد مقروف» وغيرها من البرامج الأخرى التي نالت إعجابا واستحسانا من طرف المستمعين والمهتمين. ومن جهة أخرى تعيش إذاعة وجدة في الوقت الراهن مجموعة من الصعوبات من جراء الاستنزاف التي عرفته الطاقة البشرية من خلال إحالة العديد من الأطر على التقاعد، واستفادة آخرين من عملية المغادرة الطوعية. ويبقى هذا المعطى أهم معضلة في وجه إذاعة وجدة، التي تعيش خصاصا مهولا ولا سيما على المستوى التقني للأسباب السالفة الذكر.