وقعت معركة "اغريبن" بعد شهر و سبعة عشر يوما عن موقعة "ادهار اوبران"، وجاءت احداث هذه المعركة مباشرة بعدما احتل الجيش الاسباني الجنوب الشرقي من قبيلة ثمسمان، وبمجرد احتلاله احد اهم المواقع الاستراتيجية وهو جبل "امزوج" والذي سيسمى فيما بعد ب "ادهار ن تعساست"، وهذا الاسم له بعد عسكري حربي. بمجرد احتلال الموقع، عمل الريفيون بقيادة مولاي محند على محاصرة المنطقة وقطع المؤونة والامتدادات العسكرية التي كانت ترسل من انوال حيث المعسكر المركزي، وترك مولاي محند فرقة من المجاهدين لمحاصرة اقرب منبع مائي الى المعسكر (المسمى ثارا ن عبرحمان)، وكما هو معلوم ان تاريخ هذه الموقعة تزامن مع فصل الصيف، و المناخ في هذه المنطقة شديد الحرارة صيفا، وبالتالي اضطر الجنود الاسبان الى عصر البطاطس وشرب مائها، بل تؤكد المعطيات التاريخية ان الاسبان شربوا بولهم في معسكر الموت بأغربين. في ظل هذا الحصار المفروض من قبل الريفيين، بعث الخطابي احد نساء المنطقة المشهود لها بالحكمة و الحنكة، قصد التفاوض مع المراقب العسكري في جبل "اغريبن"، لكن سذاجة وغطرسة الاسبان واملهم في مساعدة الجنرال "سلفستري" التي كانوا في انتظارها، جعلتهم يرفضون الركوع للريفيين الذين طالبهم بالاستسلام و الانسحاب من المنطقة. فجر السابع عشر من شهر يوليوز، كان "سلفستري" قد هيأ كتائبه لإنقاذ الجيوش المحاصرين في "اغريبن"، وبمجرد انطلاقه من انوال الذي يبعد عن "اغريبن" بحولي 4 كلومترات، كان الخطابي ورفاقه قد خططوا لهم، وهيأوا له خطة عسكرية محكمة، لكونهم رووا سهل انوال بالماء، وباعتباره طريق الانقاذ الذي سيسلكه الجيش الكولونيالي، وبمجرد وصلهم الى السهل غرقت مدافعهم و فرسانهم في الوحل، وهجم عليهم الريفيون من مختلف جبال ثمسمان بالأسلحة التي غنموها من معركة ادهار اوبران.. انهزم الجيش الاسباني في "اغريبن"، وتم دفن جثث القتلى الاسبان في مكان قرب جبل "امزوج"، يدعى "ثامواث ثازكواخت"، وهذا الحدث وارد في مذكرات الجنود الاسبان ويأتي اليه باحثون اسبان و وفود سنويا. اذن هكذا كانت حيثيات و احداث المعركة، التي مهدت لمعركة انوال الكبرى بعد اربعة ايام فقط. لكن المؤرخون يعتبرون معركة "اغريبن" مقدمة لمعركة انوال، نظرا للقرب الجغرافي و سياق الاحداث و التداعيات، بينما يسمى اخرون احداث ثمسمان خلال صيف 1921 ب احداث مثلث الموت (ادهار اوبران، اغريبن، انوال.)