بدأ النموذج التقليدي المغربي للزواج يتلاشى ليفسح المجال لضروريات العصر. فطريقة بحث الرجال عن شريكة الحياة تتغير مثلما تغير دور الآباء في اختيار عروس مناسبة لأبنائهم وفي يومنا هذا تجد الرجال ينطلقون من الوضع المالي لزوجة المستقبل. ورغم أنه في زمن غير بعيد كان الرجال يبحثون عن نساء بدون تطلعات مهنية لكي تعتني بشؤون البيت إلا أن الأمور مختلفة اليوم. فارتفاع كلفة العيش تدفع الكثيرين للبحث عن زوجات عاملات لمساعدتهم على تلبية احتياجات الحياة اليومية حميد سندسي، متخصص في علم الاجتماع "الشبان ليسوا جشعين، إنهم يحاولون فقط التأقلم مع العصر ويعتبر الزواج من المؤسسات التي تشهد تغيرا في المغرب بسبب تآكل القدرة الشرائية حسب قوله. وأوضح "في السابق، كان أستاذ التعليم الابتدائي يعيل بسهولة عائلته وحده، لكن هذا أضحى صعبا جدا في يومنا هذا. فسن الزواج في المغرب ارتفع بسبب ارتفاع كلفة العيش. ومفهوم التعاون المالي المتبادل بين الزوجين هو مفهوم جديد خاصة في المناطق الحضرية بالنسبة لفريد العفراوي، 33 عاما، فعملية البحث عن زوجة تتواصل على مدى ثلاث سنوات. ووضع عددا من المعايير لزوجة المستقبل منها أن تكون عاملة. وقال لمغاربية إن زمن الحب قبل الزواج ولّى وقال "الحب ضروري، لكن يمكن بناؤه بعد الزواج على أساس الاحترام المتبادل. إذا كان الوضع المالي للزوجين مستقر، سيواجهان مشاكل أقل. راتبي الشهري لا يتعدى 5000 درهم في الشهر. دخل ثان سيكون ضروريا لتسيير البيت ودفع مصاريف دراسة الأطفال فريد هو أحد الأشخاص الكثيرين الذين يعزون اهتمامهم بالجانب المادي للمرأة للمتطلبات الجديدة للحياة اليومية. النساء بدورهن واعيات بالتغيير ويضعن شروطاً أكثر على الرجال في المقابل نرجس بهاوي، 28 عاما، مستخدمة في بنك قالت إن عددا من الرجال المقربين من عائلتها وفي مكان العمل تقدموا لها لكنها تفضل عريساً "جاهزاً وأوضحت "بما أن المشاعر لم تعد معيارا أساسيا للزواج، يحق لي الزواج من رجل يملك أصلا شقة وسيارة جميلة. لكن رغم كل شيء، أنا مستعدة للتخلي عن كل هذه الشروط مقابل رجل يحبني لشخصي وليس لراتبي الشهري. أنا رومانسية وواقعية في نفس الوقت أصبحت بعض النساء جد متشككات حول طمع الخطاب لينتهي بهن المطاف وحيدات ويندمن على ذلك هدى ت.، 44 عاما، إحدى هؤلا النساء، هي مديرة شركة كبيرة في الدارالبيضاء. ورفضت على مر السنين عددا من طلبات الزواج لأنها تبدي دائما شكوكاً حول النوايا الحقيقية للرجال وقالت "تعلمت لكن متأخرة أنه لا ينبغي الارتياب كثيرا. كان علي قبول أحدهم والاستقرار. نجاحي المهني لم يقلل من رغبتي في تأسيس عائلة وإنجاب أطفال كما هو شأن أخواتي وصديقاتي، خاصة وأن نظرة المجتمع للنساء غير المتزوجات ليست إيجابية. وهذا يسبب لي الكثير من التوتر بعض الشابات تقول إنه على المرء أن يكون واقعيا وموضوعيا وأن لا يتخذ نظرة سلبية للرجال. فالمساواة بين الجنسين التي يطمحن لها تفترض مساواة في الحقوق والمسؤوليات بين الطرفين في الزواج سعاد الشطبي، طالبة في القانون، 22 عاما، قالت "بما أن المرأة تطلب دائما زوجا عاملا، الرجل أيضا له الحق في الزواج من امرأة تعمل في مجتمعنا هذا الذي أصبح عصريا. وهذا لا يعني أنه لا يمكن تشييد منزل على أساس الحب والاحترام عن مغاربية