فوجئ طلبة فاس مساء يوم الخميس الماضي بمنع إدارة كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر مهراز لمحاضرة المفكر الإسلامي الأستاذ المقرئ الإدريسي أبو زيد بعنوان ” المقاومة وسؤال الجدوى ” في إطار منتدى القيم الأول الذي تنظمه منظمة التجديد الطلابي طيلة شهري أبريل وماي. إذ حضر الطلبة من مختلف الكليات بالمدينة للتعبير عن تضامنهم مع إخوانهم في قطاع غزة استمرارا في أشكال الدعم والمساندة التي دعت لها المنظمة أثناء وبعد العدوان، قبل أن يتجمهروا في رحاب الكلية يرددون شعارات المقاومة. وأثار منع المحاضرة استغراب وتدمر كل الطلبة بمن فيهم المحاضر فتحولت المحاضرة إلى حلقية أكد فيها أبو زيد أنه عاجز عن استيعاب ما حصل “ المحاضرة حول غزة وليست دعوة للمشاركة السياسية كي يسخر السيد العميد كل إمكانياته لمنعها، لم أعرف من أين أتى بالمبررات التي لم تقنعني كما عبرت له، وإن لم أحاضر؟ هل كان سينقضي الأوكسجين من الطبيعة أو تسقط الكلية على رؤوسنا إن عبرنا عن تضامننا ودعمنا للمقاومة في غزة؟ “ وجاء هذا المنع في سياق الأوضاع التي عاشتها الجامعة والتي ما تزال أثرها بادية في الساحة غير أنه لم يسبق أن بالغت الإدارة في المنع بهذه الطريقة المخجلة مع مفكر معروف في الأوساط الطلابية والجامعية ما طرح افتراض أن يكون هذا المنع ذا طبيعة سياسية وجاء بتعليمات من خارج الكلية كما أفاد مصدر مسئول في الإدارة. ومن جهة أخرى اعتبر ياسر العابدي العلوي – الكاتب المحلي لفرع المنظمة بفاس – أن المنع يكسر محاولة الطلبة نسيان مرارة الأسابيع التي ولت من اعتقالات وإصابات إثر العسكرة التي عرفتها كليات ظهر المهراز، كما أكد أن المنظمة سلكت الطرق الرسمية في تعاملها مع الإدارة حيث أشعرت العميد بإشعار مكتوب ثلاث أيام قبل يوم المحاضرة مؤكدا في ذات الوقت أن للطلبة الحق في الرد عن هذا المنع بالطريقة التي تعيد الاعتبار لهم، ومشيرا أن هناك أطرافا في مصلحتها أن تحيد الجامعة عن دورها في بناء فضاء للعلم والمعرفة. وجدير بالذكر أن السنة الماضية عرفت أيضا منع محاضرة للدكتور إدريس خرشاف – رئيس الهيئة العالمية للإعجاز في القرآن والسنة بالمغرب – نظمتها أيضا المنظمة بكلية العلوم ظهر مهراز خلال الأيام العلمية التي تنظمها كل سنة ما يفيد أن مجموعة من المفكرين باتوا ممنوعين من إلقاء المحاضرات داخل الجامعة كم تحدث أحد الأساتذة بكلية الآداب. ويبقى الهدف من وراء منتدى القيم والأنشطة الثقافية التي سترافقه من وجهة نظر مسؤول فصيل طلبة الوحدة والتواصل، الورقة الانتخابية من داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي تمارس من خلاله المنظمة عملها النقابي هو قطع الطريق أمام الأطراف التي تستغل الجامعة لأهداف سياسية وتريد أن تزج بها في نفق مظلم بنضالها المائع.