أتذكر في صباي، أنني وبينما كنت أعد بحثًا مدرسيًا حول التبغ والتدخين قرأت معلومتين عابرتين في مقال، الأولى مفادها أن الشركات المصنعة للسجائر ممنوعة من الإشهار والدعاية لها على الشاشة، أما الثانية فهي أن التبغ هو أكثر منتوج مبيع في العالم بعد البن وكوكاكولا. لقد أدار التناقض الجامح بين هاتين المعلومتين عجلة الاستفهام لدي، فكيف يكون منتوج ممنوع من الإشهار في قمة هرم الاستهلاك خاصة وأن له سمعة سيئة – الأمر الذي يتطلب من العاملين عليه الكثير من أعمال التسويق والدعاية . ظل هذا السؤال يراوحني بين الفينة والأخرى وكانت الفرضيات التي أضعها لا تقنعني ولا تنطوي على أجوبة شافية لتساؤلي. لكن مع نضجي بمرور الزمن لاحظت أن معظم «الأبطال والنجوم» يدخنون، وأن جل لقطات البطولة والانتصار والانفراج لابد أن تشتمل على مشهد البطل وهو يدخن، في إيحاء إلى العلاقة بين السيجارة والبطولة والسعادة، والتي تسجلها ذاكراتنا دون مشورتنا.