يسعى الإنسان دائما إلى البحث عن أشخاص يشاركونه أفراحه و أحزانه، فهو لا يستطيع أن يعيش وحيدا لأن الإنسان بطبعه إجتماعي، لهذا فهو يبحث عن أية وسيلة للوصول إلى هدفه و تكثيف صداقاته و علاقاته. و يعتبر الأنترنت واحدا من بين هذه الوسائل التي يلجأ إليها العديد من الشباب للبحث عن أصدقاء جدد ربما لم يجدهم في واقعه. فهذا العالم الأزرق اليوم الذي إستطاع بمغرياته و بمميزاته العديدة أن يجلب إهتمام العديد من الشباب الذين يسعون إلى الهروب من واقعهم و الإبحار في أعماق هذا العالم الأزرق الملئ "بالأسماك الوديعة و المتوحشة". "سناء" فتاة فقدت دراستها بسبب الفايسبوك، تقول "لقد كنت من الأوئل في الدراسة، لكن اليوم الذي دخل فيه الأنترنت حياتي إنقلبت رأسا على عقب، حيث كنت طيلة فترة الإمتحانات و خاصة إمتحانات البكالوريا لا أنام، فالشباب مثلي كانو يهيئون للإمتحانات و أنا كان همي الوحيد هو الفايسبوك". وتضيف سناء "ليس الغريب هو أنني كنت "نشاطي" بل الغريب هو مع من كنت "نشاطي"؟؟ 'معتز' الشاب الذي تعرفت عليه عن طريق الفايسبوك و الذي أحببته من وراء شاشة الأنترنت خذعني بأكاذيبه و أوهمني بأنه يحبني... لأكتشف بعد ذلك بأنه رجل يبلغ من العمر 40 سنة.. كل هذا سبب لي أزمة نفسية و جعلني أنفصل عن محيطي و أدخل في حالة إكتئاب." من جهته يذكر "هيثم" الشاب العشريني، انه لم يعد يعرف كيف يفرق بين عالمه الافتراضي وعالمه الحقيقي.. الأنترنت بالنسبة اليه أصبح عالما ثانيا ويقول:"أصدقائي باتو لايعرفوني الا في دردشات الفايسبوك والواتساب، قلما أجتمع بهم مباشرة" مضيفا " كنت قبل هذه اللحظات لا أخلف موعدي مع أصدقائي كل سبت وأحد إما نمارس كرة القدم أو نذهب للشاطيء.. لكن اليوم عالمي هذا أصبح كل شيء." "فتيحة" كانت تحلم أن تعبر للضفة الأخرى، وقضت أياما لا صبح فيها، تنتقل من حظ لاخر، لعلها تجد مركبها للعبور، تقول"للاسف ضيعت عدد من فرص الزواج وامنت بحلم من سراب الكتروني". موضحة :"كلما كان يتقدم لي شاب أرفضه بحجة أو أخرى .. وكنت دائما امني نفسي بقرب التمكن من فرصة الزواج بشاب يحملني للضفة الأخرى.. لكني كنت أخدع نفسي.. سرعان ما كانت تنتهي علاقاتي عندما أبدا في الصح". -------- ** طالبة سنة أولى بالمعهد العالي للصحافة والإعلام بالدار البيضاء