رياضيو النخبة، يسخنون رؤوسهم بالوسيكي، وتلاميذ يبحثون عن مجرد حطب لتسخين أجسادهم الضعيفة... لو خبرت المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الطفل، مدى معاناة تلاميذ الأطلس، لرتبتنا في الصف الأول تحت الصفر في مجال الاحترام والتطبيق العملي لحقوق الطفل. محمد حومين توصلت بواسطة الفاكس ببلاغ مشترك من" إقليمإفران" موقع من طرف أربع نقابات وهي: الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد المغربي للشغل، والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، تعلن فيه النقابات الأربع، عزمها خوض إضرابات عامة إنذارية بكل من القطاع العام، وشبه العام، والجماعات المحلية، يومي: 26 و27 فبراير2008، بعد أن خاضت إضرابا مماثلا، يومي15 و16 فبراير، بعد أن صكت الإدارة آذانها، ولم تعر ملفهم المطلبي أي اهتمام، ويتعلق الأمر" بتصنيف" الإقليم ضمن المنطقة "أ" ، وخلق تعويض قار عن" الطقس" البارد، الذي يؤثر على الحياة العامة للمواطنين، الذين يخصصون ميزانية هامة من دخولهم المتواضعة لاقتناء" مادة الحطب" لمواجهة الظروف القاسية، في الوقت التي تعرف أسعار هذه المادة كباقي أسعر المواد الاستهلاكية ارتفاعا مهولا. وتزداد معاناة تلامذة المؤسسات التربوية أكثر، وتتكرر كل موسم شتاء، بسبب افتقار المدارس للتدفئة، وعدم تخصيص الأكاديمية ميزانية خاصة لهذا الغرض، مما يؤثر على السير العادي للدراسية لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، تنعدم خلالها المر دودية، ويقل فيها تحصيل التلاميذ، وترتفع نسبة الانقطاع عن الدراسة كمرحلة أولى في اتجاه طريق الهذر المدرسي، التي تسعى وزارة التربية الوطنية مشكورة على محاربته بالشعارات والخطب الرنانة. لقد سبق للفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات التلامذة بالمغرب، أن طرحت مشكل التدفئة في المناطق الباردة، كمطلب أساس ضمن مذكرتها المطلبية، بعد أن زار وفد من مكتبها الوطني المنطقة، ووقف أفراده على الظروف المزرية والمأساوية التي يصل فيها التلاميذ والتلميذات( من06 إلى 14 سنة) إلى مدارسهم، بعد قطعهم لمسافات طويلة راجلين، تحت درجات حرارة تكون عادة تحت الصفر خلال فصل الشتاء، فلو خبرت المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الطفل، هذه الحالات التي يندى لها الجبين، وتقشعر لها الأبدان، لرتبتنا في الصف الأول تحت الصفر في مجال الاحترام والتطبيق العملي لحقوق الطفل. لم نعد نفهم كيف تسير الأمور في هذا البلد السعيد، وإلى أي حد، سوف يستمر هؤلاء في الكذب علينا، وترديد الخطابات التفاؤلية، وتوزيع صكوك التفاؤل، وترويج المصطلحات الحديثة لتزويق الواقع المر.. إلى أي حد، سوف يستمر هؤلاء في سياسة النعامة، وتغطية أشعة الشمس بالغربال.. ففي الوقت الذي يتحدثون فيه على المساواة، وتكافؤ الفرص، يتنقل أبناؤهم وبناتهم بواسطة سيارات الدولة، وبسائق خاص، تدفع أجرته من جيوب المواطنين، ويشتغلون في مكاتب مكيفة على كراسي وثيرة، بينما يقطع أبناؤنا مسافات طويلة على أرجلهم، وفي ظروف مناخية قاسية، ويلجون إسطبلات يطلق عليها اسم "مدرسة" تجاوزا، بدون نوافذ، ومقاعد تعود إلى سنوات الثلاثينات، يجد التلاميذ صعوبة في الجلوس عليها، لأنها لم تعد تليق ببنياتهم الجسدية، وتمزق ثيابهم، وتنهش لحومهم الطرية، دون الحديث عما يمكن أن يتعرضوا له من حوادث اغتصاب، واعتداءات مختلفة في الطريق إلى المدرسة.. فبالله عليكم، كيف سنحارب الهذر المدرسي بهذه الإمكانيات ؟ وكيف سنحقق الجودة في مثل هذه الظروف؟؟ إنهم يضحكون علينا بكل بساطة، وهم الذين رفضوا تحمل المسؤولية في فشل مختلف الإصلاحات التي عرفها المغرب، ودخلوا في لعبة تبادل الاتهامات، وركوب خطاب المعارضة، و توزيع دماء المدرسة العمومية الوطنية على القبائل، حتى لا يطالب أحد بثأرها. يأيها المسؤولون، إن مطالب ساكنة إقليم" إفران" مطالب مشروعة، بسيطة ومتواضعة، ولا تكلفكم الكثير، عكس ما كلفتكم" مغامرة غانا" الكروية الفاشلة، ومشروع احتضان المعرض الدولي 2012، وبقية المشاريع الفاشلة، ولا تنسوا أن تلبية مطالب ساكنة إقليمإفران" هو استثمار مربح، ومضمون النتائج، لأنكم تستثمرون في عباد الله، وتحاربون الهشاشة، والحد من الهجرة القروية،"... فما لكم كيف تحكمون" ؟ أليس هناك حديث عن التنمية البشرية؟ أم أن حديث التلفزة تمحوه ثلوج" يفرن" الصامد؟ وبالمناسبة، قرأت خبرا في إحدى الجرائد الوطنية مفاده، أن بعض العدائين والمدربين التابعين لجامعة ألعاب القوى، أفرطوا في شرب الخمر في سهرة صاخبة بمركز الشبيبة والرياضة بإفران، حيث كانوا يخوضون، رفقة بعض عدائي المنتخبات الوطنية لألعاب القوى، معسكرا تدريبيا، والله يعلم كم كلف ذلك خزينة الدولة؟؟ فاعلموا يا سادة، أن سكان إقليمإفران الكرام، والذين لا نعلم بوجودهم إلا في فصل الصيف، لا يريدون المشروبات الروحية لتسخين الجو، وإنما يريدون تعويضا قارا عن" الطقس" البارد فقط. والحالة هذه، لا يسعني إلا أن أعلن عن تضامني المطلق واللامشروط مع سكان إقليمإفران، وأردد قول الشاعر، رغم اختلاف المناسبة: لمثل هذا يذوب القلب من كمد «« إن كان في القلب إسلام وإيمان.