صعد مغاربة متحولون جنسيا في سبتةالمحتلة احتجاجاتهم، أخيرا، بسبب ما أسموه "اغتصابهم وتلقيهم تهديدات بالقتل"، في معاناة وصفوها ب"أنها أسوأ من حياتهم بالمغرب". وقال مصدر مطلع في سبتةالمحتلة إن متحولين جنسيا عقدوا، في الآونة الأخيرة، اجتماعا مع أحزاب وجمعيات تدافع عن المثليين، وكشفوا عن معاناتهم اليومية، مشيرا، إلى أنه رغم أن عددهم ليس كثيرا، إلا أن عنصرية الإسبان وبعض "السبتاويين" وكراهيتهم للمثليين تفوق ما تعرضوا له في المغرب. وقال المتحدث نفسه إن ممثلي الجمعيات تعاطفوا مع المثليين، خاصة إحداهن تبلغ من العمر 31 سنة، وكانت تستقر في تطوان، واشتغلت في المغرب، إلا أن تسريب فيديو جنسي لها مع صديقة لها دفعها إلى طلب اللجوء الجنسي في المدينةالمحتلة، خوفا من انتقام أبناء عمومتها، خاصة بعد أن خضعت إلى عملية جراحية. وأوضح المتحدث ذاته أن المتحولين جنسيا يواجهون عنفا في الشوارع، وقال : "إن غياب الردع رفع من عدد حالات اغتصاب المتحولين جنسيا وتهديدهم بالقتل، وأحيانا ابتزازهم من قبل شبكات الدعارة"، موضحا أن السلطات الإسبانية تلجأ إلى التحري عن ادعاءات المثليين، علما أن عددهم في سبتة ومليلية المحتلتين يقدر بالمئات، كما تطالب جمعيات تهتم بقضايا المهاجرين بحمايتهم ودراسة ملفاتهم التي تتضمن شهادات وصور تجمعهم مع أصدقائهم في علاقات حميمية، حسب قوله. وذكر المصدر نفسه أن ملف المتحولين جنسيا طرح في اجتماعات عدة جمعيات وفي لقاءات لأعضاء الحزب الاشتراكي الإسباني، وحثت السلطات على توفير الحماية الأمنية لهم، في انتظار الرد على طلبات اللجوء، وهي المدة التي تتراوح بين ستة أشهر وسنة، خاصة أنهم يعيشون وسط المهاجرين السريين ويتعرضون لمختلف أنواع الاعتداءات، آخرها ما حدث بسبتةالمحتلة حين تعرض مثلي إلى الضرب، فأصيب بكسور سببت له عاهة مستديمة، ناهيك عن تعرض آخرين لمضايقات في مركز إيواء المهاجرين، ما دفع فئة منهم إلى عدم التقدم بطلب اللجوء، خوفا من المضايقات، ويفضلون الاستقرار في الشوارع في انتظار فرصة الهجرة، مرة أخرى، إلى دول أوربية. وحسب المتحدث ذاته، فإن أغلب المتحولين جنسيا في مقتبل العمر، ونسبة مهمة منهم تتراوح أعمارها بين 15 سنة و20، ما دفع السلطات إلى تعيين لجان مهمتها إجراء إحصاء دقيق لهم، وحمايتهم من الاعتداءات التي أصبح يتعرض لها المثليون في المدينتين المحتلتين، ووصل عددها منذ بداية السنة الجارية إلى 300 حالة، وهو رقم يرتفع شهريا. وعينت السلطات الإسبانية "مرافقات اجتماعيات" لدراسة كل حالات المتحولين، والوقوف على الأسباب التي دفعتهم إلى تقديم طلبات اللجوء الجنسي، خاصة أن عدد الملفات يفوق الطاقة الإيوائية لمراكز الاستقبال التي تشكل جحيما للمثليين.