بني حسان هي قبيلة تتواجد بشمال المغرب تحد شمالا بقبيلة بني "حزمر" وجنوبا بقبائل "غمارة" والأخماس الكبرى وتحد شرقا من جهة البحر بقبيلة بني سعيد وغربا بقبيلة بني ليث وبني عروس، وهي تابعة إداريا في الوقت الراهن لولاية طنجةتطوانالحسيمة. واستنادا إلى المصادر التاريخية فإن عائلة مولاي علي بني راشد برمتها عانت كثيرا خلال مقامها بقبيلة "بني حسان" حيث فرض عليهم "الحسانيون" أداء الضرائب ودفع الأموال على غرار باقي الساكنة، دون اعتبار لنسبهم الشريف الذي يتحدر من أقطاب الأسر الصوفية العلمية الادريسية الحسنية المشيشية.
وفي هذا الصدد يقول "ابن الوزان" الشهير "بليون الافريقي" في كتابه وصف افريقيا " على أن أسرة مولاي علي هذا كانت تقطن بجبال بني حسان، وهي جبال شاهقة عسيرة المنال على العدو، ففضلا عن طبيعة الأرض، يتميز رجالها بشدة البأس وعظيم الشجاعة ". وفي نفس السياق أوضح "ليون الإفريقي" أن بني حسان قاموا بقمع عائلة مولاي علي بن راشد وحاولوا نزع الكبرياء ونخوة الشرفاء من أذهانهم ونفوسهم بقوة الحديد والنار، وحولوا أعدادا منهم من مكانة "الشريف" الى وضعية " الحقير "، باستثناء شاب "ويقصد به مولاي علي بن راشد" كان من بين هؤلاء الأشراف الذي غضب لكونه أصبح محكوما من طرف أتباعه القدامى، فامتلأ صدره حقدا عليهم وغادر متوجها إلى اسبانيا. واستنادا إلى رواية "ليون الافريقي" فإن مولاي "علي بن راشد" لما ضاق ذرعا بإذلال قبيلة بني حسان له والتطاول على عائلته وعشيرته " ذهب الى اسبانيا وعمل فترة من الزمن أجيرا في خدمة النصارى إلى أن أصبح محاربا محنكا . وبخصوص فترة إقامته باسبانيا نجد المؤرخ التطواني عزوز حكيم رحمه الله يرفض رفضا قاطعا خدمة مولاي علي بن راشد لدى النصارى ،معتبرا أن الأمر مجرد خطأ مطبعي، وقع في النص الأصلي المكتوب باللغة اللاتينية للمؤرخ ابن الوزان الشهير "بيلون الافريقي" . وفي هذا الصدد يؤكد "عزوز حكيم" الصحيح هو أن مولاي علي بن راشد عمل مع ملك غرناطة وشارك في العديد من الحروب التي كانت مستعرة ة أنذاك بين ملوك بني الأحمر المسلمين والملوك الاسبان الكاثوليك، في إطار ما يعرف بحروب الاسترداد، والتي انتهت بطرد جميع المسلمين من الفردوس المفقود.
عموما رغم تضارب الروايات ووجود نوع من البياض حول الفترة التي قضاها مولاي علي بن راشد باسبانيا، فان الشعور بظلم قبيلة "بني حسان" له كان الباعث نحو اتخاذه قرار ركوب أمواج البحر الأبيض المتوسط ،للبحث عن فرص جديدة لمستقبله السياسي والذي كان بلا شك سيتحطم بسبب "حكرة" قبيلة بني حسان له. يذكر أن رحلة مولاي علي بن راشد نحو اسبانيا عادت عليه بفائدتين عظيمتين. الفائدة الأولى: تمثلت في اكتسابه المهارات القتالية والقيادية التي أهلته لتزعم العديد من قبائل شمال المغرب والشروع في تأسيس مدينة شفشاون والتي جعل منها الحاضرة الجبلية الخالدة والعصية على الأعداء. الفائدة الثانية: لقاؤه "بالزهرة فيرناديز" الحسناء الاسبانية، التي أنجب منها "الست الحرة "أميرة الجبل" ووريثة حكم "امارة الرواشد" بشمال المغرب ،حيث ستعرف هاته الامارة الفتية في عهدها ازدهارا منقطع النظير، وتوسعا كبيرا، مما ساهم في تخليد اسمها بمداد من الذهب، في تاريخ أهم الأحداث الكبرى التي شهدتها منطقة الغرب الاسلامي .