لم تعد ظاهرة الاغتصاب تقتصر على الأطفال، بل اتسعت دائرتها لتشمل ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تعرضت معاقة قاصر بطريقة وحشية بفاس إلى اغتصاب وحشي من طرف ابن الجيران، إذ قررت استئنافية فاس تأجيل النظر في قضية الجاني البالغ من العمر عشرين سنة الذي قام بجريمته مؤخرا. جاء توقيف المتهم، الموجود حاليا رهن تدابير الاعتقال الاحتياطي، بالسجن المحلي عين قادوس، بناءا على شكاية تقدمت بها أم الضحية للنيابة العامة لمحكمة الاستئناف، تتهمه باغتصاب ابنتها المعاقة والتغرير بها ، حيث كشفت الضحية أمام هيئة الحكم بغرفة الجنايات عن تفاصيل صادمة، تتعلق باغتصابها وأكدت نجية أديب رئيسة جمعية "متقيش ولادي" أنه كان من المفروض أن يعجل تنامي الاغتصاب بتدخل الجهات المعنية لمعالجة وإصلاح هذا الملف الذي لا يزال متعثرا وتزداد وضعيته سوءا يوما بعد يوم في ظل التجاهل الحكومي، قائلة في اتصال هاتفي مع "رسالة الأمة" أتساءل ماذا أعدت الحكومة لهذا الملف وما هي الأهداف التي سطرتها تجاهه، فلولا تواجد المجتمع المدني الذي يقوم بدور حيوي في التدخل وانقاد ما يمكن إنقاذه، سيما وأنه يتدخل في مراحل مبكرة تقف عند التحرش الجنسي قبل أن يتطور إلى اغتصاب في العديد من الحالات لكانت كارثة داخل المجتمع تعلن عن ضياع كلي للطفولة". كما شددت أديب على ضرورة متابعة كل الملفات المتعلقة بالتحرش أو الاغتصاب الذي غالبا ما يقسطن ضحيتها أطفال وقاصرين أبرياء يفتقدون إلى تجارب في الحياة بحكم براءتهم وصغر سنهم مما تجعلهم أكثر عرضة لمثل هذه السلوكات. وأضافت المتحدثة ، أن المجتمع المدني يواكب مثل هذه القضايا التي أصبحت تفرض نفسها بشكل واضح في إطار كل ما هو قانوني لرد الاعتبار للضحايا وليكون ذلك عبرة لكل من سولت له نفسه الاعتداء على الأطفال وتابعت بالقول" نستنكر هذا الأمر ونرفضه جملة وتفصيلا نظرا لتأثيراته على ناشئة الغد التي نعقد عليها كل الآمال للرقي بمغرب الغد وحمل المشعل في تنمية كل القطاعات والمجلات". وبخصوص الأدوار التي تقوم بها الحكومة في التنسيق مع المجتمع المدني من جل العمل وفق مقاربة تشاركية، أكدت أديب أن الحكومة لا تبالي بهذا الملف ولم يسبق وان صدرت منها مبادرة حقيقية وجريئة في هذا الجانب باستثناء الخطابات التي تروم الترويج لأهدافها السياسية . من جهته ، أكد عبد العالي الرامي رئيس منتدى الطفولة، أن ظاهرة الاغتصاب أصبحت في تزايد مستمر بشكل مقلق ومخيف، بحكم الإفلات من العقاب إذ غالبا ما يتم إطلاق سراح الجناة دون أن ينالوا العقوبات التي يستحقونها كوسيلة للردع وتفادي تكرار مثل هذه الأعمال التي تسيء لحقوق الإنسان على الصعيدين الوطني والدولي وتنخر هياكل المجمتع وبنيته بشكل سريع إذ تظهر تأثيراته على المدى البعيد وترافق الضحايا طول الحياة، بما يؤدي إلى خلق أزمة نفسية مستدامة تعوق مسارهم الفكري والنفسي وتزرع بداخلهم سلوكات معينة تكاد تكون انطوائية، وهو ما يقلي بظلاله على الآخر بطريقة أو بأخرى من منظوره.