تقوم العديد من الحوامل و المرضعات بممارسة فريضة الصيام دون مراجعة الطبيب المعالج. هذا الأمر قد يفضي إلى آثار جانبية سلبية التي قد تحدث سواء على صحة الأم أو جنينها أو رضيعها… فالصيام في حالات عديدة قد يهدد حياتهما معا. و في هذا الصدد، تصنف مريم أملاك طبيبة و أخصائية تغذية توصياتها تبعا لحالة المرأة… ففي حالة المرأة الحامل، ينصح بضرورة مراجعتها للطبيب المعالج قبل الصيام. و السبب في ذلك هو وجود حالات يمنع على المرأة الحامل الصيام، من قبيل: اللواتي يعانين من القيئ المتكرر، هن معرضات للجفاف. و المصابات بأمراض مزمنة أو الأمراض المصاحبة للحمل مثل الضغط الدموي أو السكري، تكون المرأة في هذه الحالة مجبرة على تناول أدويتها خلال النهار. و بالتالي، فالطبيب الذي يشرف على الحالة الصحية للمرأة الحامل هو من سيقرر السماح لها بالصيام أو العكس صحيح و ذلك بناء على تشخيص حالتها الصحية. و فيما يخص تغذية المرأة الحامل، فلابد أن تكون الوجبة الغذائية للإفطار غنية بالماء والفواكه لاحتواءها على كمية مهمة من المعادن والفيتامينات الضرورية التي يحتاجها جسمها، إضافة إلى ضرورة توفر الوجبة على البروتينات و الخضر. و تعتبر الأخصائية أن وجبة السحور أهم من الإفطار لأنها ستمد الأم وجنينها بالطاقة لتستطيع إكمال الصوم طيلة اليوم. لذلك، توصي الأخصائية بضرورة توفر وجبة السحور على بروتينات سهلة الهضم مثل البيض أو الحليب أو الياغورت أو الفواكه التي تحتوي على مؤشر سكر منخفض و المكسرات. أما فيما يخص المرأة المرضع، إذا كان عمر الطفل يتراوح بين شهر و ستة أشهر، و إذا كانت تغذية الطفل تقتصر على الرضاعة الطبيعية، ينصح بعدم صوم المرضع، لأن الصيام قد يتسبب في نقص على مستوى إدرار الحليب. أما إذا كان عمر الطفل بين ستة أشهر و سنة، لابد أن تراقب الأم كميات الحليب إبان الصيام… ففي حالة ما إذا لاحظت انخفاض منسوب إفراز الحليب، فمن الأفضل عدم الصيام. أما في حالة بلوغ الطفل أكثر من سنة إلى سنتين، فالصيام لا ضير فيه في هذه الحالة شريطة أن تحتوي وجبة الافطار على مواد مدرة للحليب، مع شرب السوائل بكثرة إلى جانب المكسرات و الذهنيات الغنية بالأومغا 3 الموجودة في الأسماك الذهنية. أما وجبة السحور، فمن الأفضل أن تكون مشابهة للمرأة الحامل لضمان صيام مريح.
