بثت القناة الفرنسية الثالثة، تقريرا لمبعوثتها الخاصة "ماري بيار كورتيلمو"، خصصته للحديث عن زراعة فاكهة توت الأرض "الفراولة". وقام التقرير الذي وصفه مراقبون بأنه لم يكن في صالح المنتوج المغربي، بسبب منافسته الشرسة للمنتوج الأوروبي، بإظهار بعض النقاط السلبية في هذه الزراعة التي تشهد طفرة وتقدّما كبيرين في منطقة سهل وحوض اللوكوس. وفي هذه السنة لم تتوصل الأسواق الأوروبية والفرنسية بشكل خاص، بمنتوج الفراولة العرائشي في المواعيد الذي اعتادت عليها. والسبب في ذلك يعود للتغيرات المناخية، وفترة الجفاف التي عاشها المغرب،منذ بداية الموسم الفلاحي الحالي، والتي أثرت على حركة التصدير للخارج. ولسوء حظ المنتوج المغربي، تزامنت فترة الجفاف،مع مرحلة حصاد منتوج الفراولة في الجارة الإسبانية، والتي تعتبر المنافس الشرس للمنتوج المغربي. وتعتبر فرنسا المستورد الثاني للفراولة المغربية بعد بريطانيا، حسب تقرير القناة الفرنسية. روبورتاج "فرانس3"،بدأ بالحديث عن الفراولة الفرنسية، التي تنتج في منطقة لابروطان، وركّز على مسألة الأسعار التنافسية، إذ يصل ثمن الفراولة الفرنسية في السوق المحلية لحوالي 160 درهم للكيلو،بينما يصل ثمن المغربية تقريبا 45 درهم للكيلو فقط. صحافية القناة الفرنسية استقت رأي مواطن فرنسي، قال خلاله بأنه يفضل اقتناء الفراولة الفرنسية، زاعما بأنها أكثر جودة من نظيرتها المغربية، أضحت تنافس بضراوة منتوج بلاده . مبعوثة قناة "فرانس 3" تنقلت أيضا إلى الجماعة القروية العوامرة بإقليم العرائش، وإلتقت بأحد كبار الفلاحين، ويدعى الوزاني العكود، الذي تحدث لها عن تطور المنتوج، وكذا المساحات الفلاحية، التي تضاعفت مساحتها . وحسب التقرير فإن الفلاح العكود الذي يصل رقم معاملاته 15 مليون درهم (مليار ونصف سنتيم)،يُشغّل 250 عاملة مقابل 60 درهم للساعة، ولمدة 9 ساعات في اليوم. وحينما سألته القناة الفرنسية عن السبب في اختيار الفتيات المراهقات للعمل في الحقول، ردّ عليها العكود بأن "العمال الذكور لا يستطعون البقاء مُقوّسي الظهر طوال اليوم". واسترسلت المبعوثة الإعلامية الفرنسية، بشكل لافت في التركيز على بعض المظاهر السلبية عن توت الأرض المغربية، وحاولت إبراز أكثر من جانب في هذا الإطار، ومن بين الجوانب التي أثارتها الصحافية، استعمال المواد الكيماوية في معالجة الفراولة. لكن جواب الفلاح المغربي كان هو استعمال هذه المواد محصور في تلك المرخص لها دوليا. ولم تتوقف الصحافية الفرنسية عند هذا الحد، فقد تنقلت إلى إحدى الوحدات الصناعية، التي يتم فيها تنظيف فاكهة الفراولة بمواد مختلفة، حيث وجدت الفرصة مواتية لإيهام المشاهدين بأن مذاق الفراولة يتغير خلال هذه العنملية، بل وعمدة إلى تصوير عاملات من مختلف الأعمار وهن يقمن بعملية معالجة للفاكهة، استعدادا لتصديرها إلى الخارج. ذات المبعوثة الفرنسية، اصطنعت شعورا لافتا بالاستغراب، من خلال إثارة عدم وجود ولو هكتار واحد يتم فيه زراعة فراولة طبيعية، دون استعمال المبيدات، مبرزة أن السوق الأوروبي،أصبح أكثر إلحاحا وطلبا للمنتوجات الطبيعة الخالية من المواد الكيماوية والمبيدات "بيو"، بالرغم من ذكرها في نفس التقرير أن المبيدات الكيماوية المغربية يتم المصادقة عليها من طرف دول الإتحاد الأوروبي.