مع اقتراب شهر رمضان، ينشط الحديث عن شهوة البطن أيما نشاط ، حتى أن شهوة الفرج تكاد تنسى أمام حضور البطن خلال هذا الشهر الكريم ، فلا حديث إلا عن الأكل، وكأن رمضان ليس بشهر إمساك، بل شهر الأكل وليس كل الأكل طبعا ، ما لذ وطاب منه ومن جملة ما ينشط له أيما نشاط هذه الأيام أيضا، الحديث عن التمر، فلا حديث إلا عن التمر باعتباره مكملا لشهوات البطن خلال شهر رمضان، وطبعا ليس كل التمر بل التمر الصهيوني ، فنحن بلد في الظاهر نرحب بجميع التمور باستثناء تمر العدو الإسرائيلي، في حين لا وجود في السوق إلا هو . وهكذا في السياحة أيضا نرحب بالجميع، باستثناء التطبيع مع السياحية الإسرائيلية في حين لا يوجد إلا هم. السؤال الذي يتكرر كل رمضان على واجهات الصحف طوال هذا الشهر العظيم، هو كيف دخل هذا التمر ليستعمر أسواقنا من الحدود البرية والبحرية ؟ ومن أدخله ؟ وهل دخل من جوج بغال أو من غيرها من البغال ؟ ولماذا الحديث عن التمر الإسرائيلي فقط في رمضان، دون باقي الشهور الأخرى ! حتى أن التمر أصبحت تتصاعد منه رائحة المزايدات السياسة بامتياز، المهم تقام الدنيا ولا تقعد كل شهر رمضان، على أن التمر المستورد من إسرائيل غير صالح للاستهلاك في حين الكل يفتتح به فطوره مع الحليب في رمضان . غير أن ما لا ينشط له بتاتا هي الشباكية ، ربما لأنها لا تصدر كالتمر، ولا تدخل ولا تخرج من جوج بخال ، اللهم بعض كيلوغرامات التي ترسل في الحافلات الدولية إلى بعض مغاربة المهجر في السطول . في حين الشباكية هي يجب أن ينشط لها أيما نشاط، لأنها من صحة المواطن المتغافل عنها بامتياز، والسؤال المطروح هو هل هناك مراقبة لظروف صناعة الشباكية خصوصا أن أماكن إعدادها لا تليق بصناعة جافيل فما بالك بالشهوة رقم واحد في رمضان ، حيث لا تخلو مائدة منها ، وهل تتوفر بهذه الأماكن كل الظروف الصحية لإعدادها ، وهل توجد مكيفات بأماكن الإعداد، خصوصا أن شهر رمضان يتزامن مع شهر يونيو وما أدراك ما حرارة يونيو ، أم كل من هب ودب يصنع هذه الحلوى ، ولو بمستودعات السيارات . هذا عن ظروف إعدادها ، أما من يصنعها ، فهل يخضع لشروط ، من قبيل مثلا وضع قفزات أثناء عملية الإعداد ، وضع كمامات على الوجه ، تعقيم يد المشتغل على إعداد الشباكية ، تعقيم مكان الاشتغال، وقبل كل شيء هل هناك لجان مختصة تراقب أماكن صناعة الشباكية قبل سماح لهؤلاء بالعمل ، علما أن بعض صانعي الشباكية خصوصا في هذا الشهر الكريم ، ومع تراكم الطلب يلجئون للإ ستعانة ب " شمكارة " بثمن هزيل، من أجل سد الطلب المتزايد على الشباكية . فعندما يتحول شمكار إلى صانع حلويات تقلدية في رمشة عين ، تبقى صحة المواطن محط تساؤل !! هذا دون ذكر المتضرر الأكبر، أصحاب المحلات الذين يشتغلون طول العام ، حيث يجدون أنفسهم أمام منافسين موسميين يزاحمونهم على مهنتهم الأصلية ، ومنهم من توارثها أبا عن جد