تمكنت مدينة البوغاز مجددا من حصد أغلى الجوائز العالمية في مجال الفيلم الوثائقي القصير، وذلك بعد حصول المخرج الطنجاوي أحمد سعيد القادري على كبرى الجوائز الخاصة بمهرجان "سيليكون فالي أفريكان فيلم" المقام بولاية كاليفورنيا الأمريكية. وإستطاع فيلم "مكتوب الزمان"، الذي تدور أحداثه في حواري وأزقة مدينة طنجة، خطف انتباه لجنة التحكيم الدولية، التي عبرت عن إعجابها الكبير بالشريط الوثائقي القصير، نظرا لرسالته القوية وكسره لمجموعة من القيود المرتبطة بالتاريخ السياسي للمغرب بصفة عامة وعروس الشمال على وجه الخصوص. وحاول أحمد سعيد القادري، المزداد بمدينة طنجة سنة 1969، من خلال هذا الشريط إظهار الوجه الحقيقي للنظام السياسي الذي كان معمولا به في المملكة خلال سنوات الثمانينات والتسعينات، وذلك من زاوية معالجة فنية وموسيقية، حيث يحكي هذا الأخير قصة الفنان الطنجاوي عبد المالك الأندلسي، وكيف ساهمت بعض أغانيه في التطرق إلى الوضع الذي كان يعيشه المغاربة في تلك الفترة. كما كان الشريط، الذي صور بطريقة قريبة من الحوار والسيرة الذاتية، فرصة للقاء كل من الفنانين عبد المالك الأندلسي وعبد الحميد الحضري ببعضهما البعض، حيث قاموا بتأدية عدد من الأعمال التي ألفها الأندلسي في تلك الفترة والتي تحكي وضع الشعب والفنانين، والتي أسماها "مكتوب الزمان". ويعتبر سعيد القادري، من بين أبرز الفنانين الطنجاويين المتميزين في مجال الرسم التشكيلي وكذا الإخراج، حيث سبق له تنظيم عدد من المعارض الفنية داخل وخارج المملكة، بالإضافة إلى إشرافه على إعداد عدد من واجهات الكتب والروايات التي تدور أحداثها بعاصمة البوغاز طنجة. أما بخصوص صناعة الأفلام، فقد شارك القادري بشريطه "مكتوب الزمان" (17 دقيقة)، في مجموعة من الملتقيات والمحافل الوطنية والدولية، كانت أخرها فوزه بجائزة تحكيم النسخة الثالثة لمهرجان كاب سبارطيل الدولي للفيلم.