تشهد مدينة طنجة في السنوات الاخيرة، نموا اقتصاديا كبيرا بدأت ارهاصاته الأولى مع افتتاح ميناء طنجة المتوسط سنة 2007، وتلته الاستثمارات الدولية التي حطت بمناطقها الصناعية، ثم التعزيزات التي يتم اجرائها لبنيتها التحتية بشبكات طرق جديدة، ينتظر قطار "التي جي في" أن يكملها في 2018. هذا التطور الاقتصادي الذي يسير بوتيرة سريعة لجعل مدينة طنجة، احدى أهم الاقطاب الصناعية في المغرب وحوض البحر الابيض المتوسط، يقود المدينة إلى العودة إلى "تنوعها" الدولي الذي عرفت بها خلال فترة النظام الدولي ما بين 1923 و 1956. ويتجلى هذا التنوع، في المجال الديموغرافي والمجال الثقافي وحتى العمراني، حيث بدأت المدينة تشهد وفود أعداد مهمة من الاجانب للاستقرار فيها من جديد، وتنوع الثقافة المحلية واختلاطها بالدولية، بالاضافة إلى ظهور مباني جديدة لأجانب قرروا الاستقرار في المدينة. ومثلما كانت في الفترة الدولية حيث كانت منطقة يحج إليها الناس من مختلف مناطق العالم للاستقرار، فإن شوارع طنجة اليوم، تعج بمختلف الجنسيات، العربية والاوروبية والافريقية والامريكية، ويُنتظر أن ينضاف العنصر الاسيوي، والصيني بالخصوص بعد الشروع في انجاز مدينة صناعية تابعة للصين بمنطقة عين الدالية. هذا التنوع الديموغرافي في المدينة، بدأ يلقي تأثيراته على الجانب الثقافي بطنجة، حيث أصبحت تُقام العديد من التظاهرات الثقافية في طنجة يكون المستهدف فيها الأجانب المستقرون في المدينة، كما أن مسؤولو مهرجان السينما الافريقية بمدينة طريفة الاسبانية قرروا السنة الماضية تنظيم هذا المهرجان بين طريفة وطنجة، وشهدت هذه السنة تنظيم ثاني دورة بينهما. وكما كانت طنجة منذ البداية مع مطلع القرن التاسع عشر، حيث كانت مقرا للقنصليات والسفارات الاجنبية، فإن العمراني الاوروبي لازال بارزا في المدينة، بينما النمو الاقتصادي الذي تشهده حاليا يعد بعودة هذا العمران من جديد بعد استقرار عدد من الاجانب المهتمين بالمعمار وافتتاح عدد من الشركات فروعها بالمدينة. مؤشرات عديدة تؤكد عودة طنجة بقوة إلى تنوعها الدولي السابق، ومن المتوقع أمام هذا النمو الاقتصادي وتوجه العديد من الشركات الدولية إلى الاستقرار في طنجة، أن تشهد المدينة تحولا كبيرا يجعلها مدينة دولية بامتياز لا تختلف عن المدن الكبرى العالمية مثل دبي.