يشهد حي البرانص، خلال الأشهر المنصرمة، انتشارا ملحوظا للمتسولين من مختلف الجنسيات، وهو ما تسبب في انزعاج السكان وكذا زائري المنطقة. وأمام الأعداد "المخيفة" للمتسولين خصوصا في شارع ابن أبي زرع، صار كثيرون يتفادون الجلوس في المقاهي المتواجدة في المنطقة، لأنها تستقطب جميع أصناف "الشحاذين" والمشردين الذين يتعبون الزبائن بطلباتهم المتكررة كل مرة. ولا يفارق المتسولون أرصفة والاشارات الضوئية، حيث يستهدفون النساء على وجه التحديد، اللائي يضطررن إلى "اتقاء شرهم" بإعطائهم بعض الدريهمات لتفادي ملاحقتهن والتحرش بهنّ، لا سيما خلال الفترة المسائية أو الليلية. وقد دفعت الوضعية الراهنة التي تعرفها المنطقة، منذ أشهر، الفعاليات المدنية إلى المطالبة بتدخل مصالح وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة من أجل إيجاد حلول عملية للمشكلة التي باتت تؤرق السكان والزائرين. وسبق أن دقّت جمعيات عدة ناقوس الخطر بشأن تفشي التسول داخل المجتمع المغربي، بفعل بروز فئة من المتسولين المحترفين الذين يمارسون هذه "المهنة" بحنكة، فضلا عن استغلال الأطفال الذين يفترض أن يكونوا في المدرسة، إلى جانب "الاعتداء اللفظي" على النساء في حال رفضهن "التصدق"." . وتعاقب مجموعة القانون الجنائي على ممارسة التسول في الشارع العام بالحبس من شهر إلى ستة أشهر، وسنة بالنسبة لمستغلي الأطفال في هذه الظاهرة، لكن المسؤولين عن تدبير المدن لا يقيمون دعاوى في هذا الشأن، فيما يتزايد أعداد المتسولين، سواء تعلق الأمر بالمغاربة أو السوريين أو الأفارقة المنحدرين من جنوب الصحراء.