عممت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خلال الأسبوع المنصرم مذكرتين الأولى : تقرع آذان اللاجئين السوريين بضرورة الإبتعاد عن التسول بداخل مساجد المملكة وخارجها بدعوى التشويش على المصليين أثناء صلواتهم ، مهددة إياهم بإرجاعهم إلى أتون الحرب المشتعلة ببلادهم أما المذكرة الثانية وجاءت موجهة إلى المؤذنين الأجلاء حسب نص البلاغ تحثهم على ضرورة تخفيض من صوت الأذان ‼ عودة إلى المذكرة الأولى فقد عودتنا الوزارة الساهرة على أمننا الروحي على تطبيق القضايا الفقهية المناسبة بشرط أن تهم فقط : حوادث السير، المحافظة على البيئة ، في حين تتنصل الوزارة المعنية من تطبيق نفس القضايا على اللاجئين السورين . والسؤال المطروح لماذا لايحث أحمد توفيق خطباء المساجد بربوع المملكة بضرورة حث المغاربة (الأنصار) على حسن معاملة السوريين (المهاجرين) والإبتسامة في وجوههم وتذكيرالمصلين بمواقف بعض الصحابة في وقت المحنة والتمحيص (الهجرة) وكمثال ذالك ماحصل بين عبد الرحمان بن عوف وسعد بن الربيع رضي الله عنهما ، حيث عرض الأول على الثاني نصف ماله ليأخذه ، بل خيره بين إحدى زوجاته كي يطلقها لأجله ، فأين اللاجئون السوريون بيننا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم : مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ) أين هذه النصوص الشرعية وتطبيقتها في حق اللاجئين السوريين بغض النظر عن دينهم ولونهم وعرقهم ، ألاتتحقق المناسبة والشرط فيما يسمى بكارثة القرن سيادة الوزير ( والمناسبة شرط كما يقول الفقهاء)!!!! أما بخصوص المذكرة الثانية المتعلقة بخفض صوت الأذان فالأجدر مذكرة تبشر المؤذنين الأجلاء بالزيادة في أجورهم علما أن راتبهم لا يتجاوز 500 درهم، أو 900درهم في أقصى حد. و الحمد لله أنهم لايصرخون بالله والشرع في أذانهم ‼ والسؤال الذي يجب أن نطرحه على وزارة الأوقاف هو كيف يتم إنتقاء المؤذنيين و هل هناك من معايير تأخذ بعين الإعتبار، من قبيل الصوت الحسن ، أم أن الأذان مستباح لكل من هب ودب ، وهنا أذكر قصة لأحد المؤذنين منع من الأذان بدعوى أن أذانه مشرقي والحقيقة أن صوته يأتي بك من غرق النوم ولاعلاقة له بالمشرق ولا بالمغرب ‼ كان الأولى بوزارة الأوقاف في مذكرتها الأولى أن توصي المغاربة خيرا باللاجئين السوريين وبفتح منازلهم في وجههم ومن لم يستطع ان يفتح لهم بابه فليوسع لهم في مجالسه ، سواء في الفطور أو الغذاء أوالعشاء وأما بخصوص قرار تخفيص صوت الأذان كان يجب قبل هذا البلاغ إعتماد مؤذنون يستوفون الشروط بدل المزعجون فإذا كنتم تريدون خفض صوت المزعجين فمن اليوم قبل الغذ أما إذا كنتم تريدون خفض صوت المؤذنين ينتشلونك من يد الشياطين في غرق النوم فهذا لايقول به مصلي ولايقر به عاقل والحمد لله رب العالمين