أكد المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أنه لا يوجد أي مبرر سواء كان قانونيا أو واقعيا لتكليف (المينورسو) بمراقبة حقوق الإنسان في الوقت الذي بذل فيه المغرب مجهودات كبيرة في مجال احترام الحقوق والحريات الفردية والجماعية٬ ضمن انخراطه في المنظومة الكونية ومصادقته على العديد من الاتفاقيات الدولية في هذا المجال.
وأبرز المكتب السياسي٬ في بلاغ أصدره إثر اجتماعه العادي أمس الإثنين٬ أن المغرب يتوفر على آليات وطنية ومدنية وسياسية مشهود لها بالمصداقية والكفاءة في المجتمع الدولي قادرة على حماية حقوق الانسان في البلاد٬ وأنه "لا يمكن أن نخضع لأي تدخل أجنبي أو ضغط له أهداف أخرى لا علاقة لها بحقوق الإنسان بل تسعى لضرب الاستقلال في المنطقة٬ وتوفير أدوات لأقلية انفصالية لإثارة الشغب والفتن٬ خدمة لآلياتها الدعائية مدعومة ببعض المنظمات المنحازة إلى أطروحة الانفصال ومنها منظمات أمريكية".
وندد المكتب السياسي بكل المحاولات لضرب سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية٬ منبها إلى أن توصيات الأممالمتحدة ومجلس الأمن لا يمكنها أن تفرض بالقوة٬ بل "ينبغي أن تتم في إطار التوافق والحوار من أجل تسوية عادلة لنزاع مصطنع ومفتعل في المنطقة الجنوبية".
وحذر البلاغ من خطورة التوجه الذي يسعى لتغيير طبيعة مهمة (المينورسو)٬ باعتباره "لن يعمل إلا على مزيد من خلق بؤر التوتر في منطقة الساحل والصحراء بكل تداعياتها الأمنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمنفتحة على المجهول".
كما عبر المكتب السياسي عن رفضه التام لهذه المبادرة ٬ مؤكدا أنها "تحريف وخروج عن منطق التشاور والاتفاق وإخلال بروح التوافق الذي طبع مسلسل البحث عن حل سياسي عادل لدى أطراف النزاع المفتعل في المنطقة".
وعبر المكتب السياسي عن استغرابه لهذا القرار "المفاجئ والأحادي الذي يتبنى حرفيا مقترحات الجزائر و(البوليساريو)٬ الداعية إلى إسناد مراقبة وضعية حقوق الإنسان في المنطقة للبعثة الأممية"٬ مضيفا أنه يمس الاتفاقات التي تمت في إطار الأممالمتحدة٬ سواء اتفاق مدريد أو اتفاق وقف إطلاق النار.
يذكر أن نزاع ما يسمى بالصحراء "الغربية" هو نزاع مفروض على المغرب من قبل الجزائر التي تمول وتحتضن فوق ترابها بتندوف حركة (البوليساريو) الانفصالية.
ويطالب (البوليساريو) المدعوم من قبل النظام الجزائري٬ بخلق دويلة وهمية في منطقة المغرب العربي٬ وهو مطلب يعيق كل جهود المجتمع الدولي من أجل اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.