قالت الصحافة الإسبانية، امس الجمعة، إن الانتخابات الرئاسية التي جرت اول أمس الخميس بالجزائر تميزت ب"نسبة عالية من الامتناع عن التصويت"، ما عكس "لا مبالاة ويأس" الجزائريين، لاسيما الشباب الذين يعانون ارتفاع معدلات الفقر والبطالة. وأوردت صحيفة (أ بي سي)، في مقال بعنوان "بوتفليقة العجوز يسعى للخلود في السلطة إلى الأبد"، أن "يوم الانتخابات، الذي شهد انتشارا أمنيا مكثفا بجميع مدن البلاد، تميز بعدم الاهتمام والدعوة للامتناع عن التصويت، مما تسبب في تدني نسبة المشاركة".
وأضافت اليومية أن الشعور ب"عدم الاهتمام واللا مبالاة واليأس"، لاسيما بين الشباب، أدى إلى أحداث عطلت صباح أمس الخميس سير عملية التصويت ببعض بلديات منطقة القبائل، خاصة في البويرة حيث أصيب نحو 70 شخصا بينهم عناصر من قوات الأمن، مشيرة إلى قمع قوات الأمن، وبسرعة، لمظاهرة أخرى في الجزائر العاصمة دعت إلى مقاطعة الانتخابات.
وأوضحت صحيفة (إلباييس)، في السياق ذاته، أن الوضع الصحي للرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، المرشح لخلافة نفسه والذي صوت أمس وهو على كرسي متحرك، إلى جانب مستقبل البلاد يثيران "قلق" الجزائريين.
وأشارت اليومية إلى أن "الشباب، الذين يمثلون نصف الساكنة، يعوزهم الحماس (...) ولا يجدون بدائل للمستقبل بسبب غياب الحريات الأساسية"، مشيرة الى أن الجزائريين أضحوا لا يؤمنون بوعود المرشحين.
لهذا السبب، لاحظت اليومية، الواسعة السحب، في مقال لمراسلها في الجزائر خافيير كاسكييرو ، أن 51,7 في المائة من الجزائريين المسجلين على القوائم الانتخابية قاطعوا صناديق الاقتراع "المعروفة نتائجها سلفا".
من جانبها أشارت صحيفة (إلموندو) بدورها، إلى "لا مبالاة وعدم اهتمام" الجزائريين بهذه الانتخابات "المعروفة النتائج مسبقا"، مشيرة إلى أن "مراكز الاقتراع كانت مهجورة" أمس.
وكتب المراسلة الخاصة لليومية بالجزائر روسا مينيسيس أن "إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع كان ضعيفا للغاية، مشيرة إلى أن "اللا مبالاة وعدم الاهتمام" كانا واضحين خلال هذه الانتخابات التي تميزت باتهامات بالتزوير وغياب مراقبين من الاتحاد الأوروبي.