ذكر الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، امس الاحد، أنه تعلم من أخطائه في الماضي، وأن السنين التي مضت عليه جعلت منه شخصاً أكثر نضجاً، وذلك في حوار مع قناة تلفزيونية محلية، سلط فيه الضوء على خططه المسقبلية. وأضاف ساركوزي، الذي ينوي العودة للحياة السياسية في البلاد، في حوار أجراه أمس الأحد مع قناة "فرانس 24"، "لقد ارتكبت أخطاءً حينما كنت في السلطة كأي شخص يرتكب أخطاء، ولعل أكبر خطأ لي هو سعيي لعمل كل شئ بنفسي، وحقيقة الأمر أنه لا يوجد نجاح مبني على شخص واحد، فالنجاح لفريق عمل كامل. وعندما يتقدم الإنسان في السن، يزداد نضجاً، وإن كانت حركته وطاقته تتناقصان".
ولفت ساركوزي إلى أنه يتابع مسار الحياة السياسية في البلاد منذ تركه للسياسة قبل عامين ونصف العام، واستمع إلى مشاكل المواطنين من خلال التواصل معهم، مضيفا "الفرنسيون لم يكونوا في يوم من الأيام غاضبين وحانقين وتعساء كما هو حالهم الآن، ولم يعانوا خيبة أمل من قبل كما يعانون الآن، لكن لم يكن لدي خيار".
وكان الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي قد أعلن عن عودته إلى ممارسة السياسة، وترشحه لرئاسة حزبه السابق، "الاتحاد من أجل حركة شعبية" (يمين وسط)، في خطوة أولى من أجل الترشح لانتخابات الرئاسة الفرنسية المقبلة في 2017.
وقال "ساركوزي"، في بيان نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يوم الجمعة : "أنا مرشح لرئاسة عائلتي السياسية، واتخذت قراراً بتقديم خيار سياسي جديد للفرنسيين؛ لأنني إذا بقيت متفرجاً على الوضع الذي فيه فرنسا سأكون مهملاً لحقها".
وأعرب ساركوزي عن رغبته بإجراء تجديد جذري في الحزب في غضون 3 شهور، مبيناً أنهم مرغمون على تقديم حلول جديدة للمخاوف الشعبية.
وأكد أنه سيقدم بديلاً آمناً من أجل القرن الواحد والعشرين، مشدداً على أن الأولوية هي ترك الخلافات والجدل القديم، على أنه يعرف التحديات التي تنتظره.
وأوضح أنه ترك السياسة بعد الخسارة التي مني بها في الانتخابات الأخيرة، لافتا إلى أن تركه للعمل السياسي؛ عرّض "الاتحاد من أجل حركة شعبية" لخطر الانقسام، بسبب أزمة قيادة الحزب.
وأدى إعلانه العودة للحياة السياسية، إلى ردود أفعال متباينة لدى الرأي العام الفرنسي، بين مرحب، ورافض.
وأوضح استطلاع للرأي أجرته صحيفة "لو بارسيان" اول أمس السبت، أن 55% من الفرنسيين بشكل عام، و83% من ناخبي يسار الوسط، يرون في قرار ساركوزي بالعودة للعمل السياسي من جديد، "تطورا سلبياً"، بينما يراه 73% من ناخبي يمين الوسط "تطوراً إيجابياً". ولفتت النتائج التي أسفر عنها استطلاع الرأي المذكور، أن 67% من الناخبين بشكل عام يرون أن ساركوزي لم يتغير على الإطلاق من الانتخابات الأخيرة وحتى الآن.