رفعت جمعية حقوقية شكوى للقضاء التونسي طالبت فيها ب"غلق" فرع الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين بتونس الذي يترأسه عبدالمجيد النجار عضو مجلس شورى حركة النهضة"، باعتبار أن القانون المنظم للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه يوسف القرضاوي يمنع ترؤس أو إدارة مسؤول حزبي للاتحاد الذي يعتبر "الغطاء" الفكري والفقهي للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين. وتناقلت الصحف التونسية ومواقع التواصل الاجتماعي أن رئيس جمعية "بريق" الحقوقية صابر الخليفي تقدم الخميس 21 ماي 2015 إلى وكيل الجمهورية بشكوى طالبه فيها ب"غلق فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه القيادي في حركة النهضة الإسلامية عبدالمجيد النجار عضو مجلس الشورى حركة النهضة.
ولفت رئيس جمعية "بريق" الحقوقية إلى إن عبد المجيد النجار عضو مجلس شورى حركة النهضة هو من بين ال107 الذين امضوا على "فتوى" الجهاد بسوريا.
كما تقدم رئيس الجمعية الحقوقية بشكوى ثانية إلى وكيل الجمهورية طالبه فيها ب"غلق" فرع المنتدى العالمي للوسطية بتونس الذي يترأسه القيادي في حركة النهضة نورالدين العرباوي عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية.
وعللت الجمعية الشكوى القضائية بأن القانون المنظم للجمعيتين يمنع ترؤس أو إدارة مسؤول حزبي لجمعية.
وقال رئيس جمعية بريق صابر الخليفي في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية "إن القانون المنظم للجمعيتين يمنع في فصله الرابع ترأس أو إدارة مسؤول حزبي لجمعية".
وكان الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الذي يرأسه يوسف القرضاوي نظم خلال الأسابيع الماضية ندوة فاشلة بتونس حول "الإرهاب" حيث واجهت احتجاجات من قبل سياسيين ونشطاء حقوقيين ورأوا فيها "خطوة تهدف إلى شحن المجتمع التونسي بأفكار دينية متشددة تتناقض مع "تسامح ووسطية المذهب المالكي الأشعري" الذي يعتنقه التونسيون.
وأثارت الندوة استياء القوى السياسية والفكرية التونسية التي رأت فيها استفزازا للتونسيين، ومُحاولة لتلميع صورة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي تؤكد تقارير مُتعددة تورطه في دعم الإرهاب ما دفع بعض الدول العربية إلى تصنيفه منظمة إرهابية.
ولا ترى النخب الفكرية والسياسية في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، سوى "تنظيم دولي له أجندات مشبوهة تسعى إلى فرض أفكار دينية متشددة غريبة عن المجتمع التونسي وتلتقي مع أفكار الجماعات السلفية والجهادية".
ولا يحظى اتحاد القرضاوي بأي تأييد في تونس عدا حركة النهضة إذ ترى فيه منضمات المجتمع المدني والنخب الفكرية والسياسية "شريكا في رعاية الإرهاب"، وأنه يقف وراء تنامي الجماعات الجهادية التي قويت شوكتها في عدد من البلدان العربية.
والقرضاوي "شخصية إخوانية" غير مرحب بها من قبل السلطات التونسية حيث شدد الباجي قائدالسبسي في تصريحات سابقة أن "يوسف القرضاوي غير مرحب به في تونس لأنه لا خير يرجى منه".
وكان فرع تونس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نظم مؤتمره الأول في شهر ماي 2014 بإشراف نائب القرضاوي راشد الغنوشي، وأسند المشاركون رئاسة الفرع للقيادي في حركة النهضة عبدالمجيد النجار.
وقال الغنوشي آنذاك إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين منظمة "تعمل على تحرير الفكر الإسلامي من التشدد وهدفها الدفاع عن الأقليات المسلمة وقضايا المرأة والعدل الاجتماعي".
غير أن سياسيين ومراقبين يشددون على أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ليس سوى "غطاء" فكري وتنظيمي وفقهي للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين المصنف تنظيما إرهابيا من قبل عدد من الدول العربية.