يستقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار، اليوم الاربعاء بالرباط، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية كريستوفر روس. وخلال هذا اللقاء، يقول موقع "LE360" الذي أورد الخبر استنادا إلى مصادر مطلعة، سيقدم وزير الشؤون الخارجية والتعاون موقف المغرب من النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وحل "الحكم الذاتي" الذي اقترحه المغرب في الأقاليم الجنوبية للمملكة، كما سيكون اللقاء فرصة للرجوع إلى الخطوط العريضة لخطاب جلالة الملك محمد السادس الأخير في الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء الذي ألقاه جلالته بالعيون.
ويتضمن برنامج الزيارة، تقول ذات المصادر، اللقاء فقط مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، وليس هناك أي برنامج لزيارة الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وتأتي هذه الزيارة في إطار الجولة التي يقوم بها روس للمنطقة حيث بدأها بلقاء مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة..
وكان روس قد زار المغرب، يوم الاثنين 19 اكتوبر، حيث استُقبل من طرف وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار في الرباط، الذي كان مرفوقا بامباركة بوعيدة الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وعمر هلال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة.
وسبق ان قام روس نهاية سبتمبر الماضي بجولة شملت الجزائر وموريتانيا والمغرب ومخيمات تندوف، اضافة الى باريس وجنيف ولندن ومدريد.
وكان صلاح الدين مزوار قد صرح لوكالة "إيفي" الاسبانية، بداية الشهر الجاري بمدينة العيون، أن روس غير مرحب به في الأقاليم الصحراوية المغربية، مضيفا أن "الحكومة المغربية لن تسمح للمبعوث الاممى كريستوفر روس بزيارة الأقاليم الصحراوية المغربية، لأنه لاشيء لديه ليفعله هنا"، مؤكدا أن على المبعوث الأممي إذا أراد زيارة المغرب أن يتوجه إلى العاصمة الرباط للقاء المسؤلين المغاربة، قبل ان يختم كلامه بالقول: "هنا تنتهي القصة، وهكذا ينبغي أن يكون الأمر وهكذا سيكون".
كما أشار مزوار إلى أن تسع جولات سابقة من المفاوضات في مانهاست (ضواحي واشنطن) "لم تؤد إلى أي شيء. لقد تحولت إلى مفاوضات بدون جدوى.. المغرب تقدم باقتراح (الحكم الذاتي) ونحن على استعداد لمناقشة محتوياته، لكن الآخرين هم الذين لم يتطوروا".
واتهم رئيس الدبلوماسية المغرب جبهة "البوليساريو" والجزائر بممارسة سياسة الجمود، وقال إن المغرب يرفض الوضع الراهن، ولن يظل مكتوف الأيدي، وأعاد التأكيد على مطالب المغرب لتعداد سكان مخيمات تندوف، وإيفاد بعثات المراقبة الدولية لحقوق الإنسان إلى مخيمات جبهة "البوليساريو".
وكان جلالة الملك محمد السادس قد أكد، في خطاب وجهه إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لاسترجاع الأقاليم الجنوبية، إن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة قبل سنوات لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية هو "أقصى ما يمكن أن يقدمه المغرب" في إطار التفاوض من أجل إيجاد حل نهائي لهذا النزاع. وأضاف جلالته "إن المغرب عندما فتح باب التفاوض من أجل إيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل حول صحرائه، فإن ذلك لم يكن قطعا ولن يكون أبدا حول سيادته ووحدته الترابية".
وقال جلالة الملك محمد السادس إن "المغرب ليس لديه أي عقدة لا في التفاوض المباشر ولا عن طريق الوساطة الأممية مع أي كان... لكن يجب التأكيد هنا على أن سيادة المغرب على كامل أراضيه ثابتة وغير قابلة للتصرف أو المساومة"، وبالمقابل، يضيف جلالته "فالمغرب مستعد للتعاون مع كل الأطراف للبحث عن حل يحترم سيادته ويحفظ ماء وجه الجميع".