نظمت الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ بشراكة مع وزارة البيئة في إطار برنامج تدبير حماية البيئة بجهة طنجةتطوان يوم تحسيسي لفائدة 120 شخصا من بينهم 30 امرأة و 30 طفلا محاولون تأمين قوت يومهم مما يجود به مطرح النفايات من مواد كرتونية أو زجاجية أو معدنية يتم انتقائها من بين ركام الأزبال ثم فرزها ليتم تسويقها إلى جهات معينة لتعيد فيها النظر كل حسب تخصصه. وفي الوقت الذي ينتظر إصدار قرار الانتقال إلى أحد المواقع الأربعة المقترحة على الجهات المعنية وكلها توجد في جنوبالمدينة بعيدة عن المناطق الآهلة بالسكان، هذا الموقع الذي بموجبه سيتم اتخاذ تدابير جديدة وطرق متطورة لمعالجة هذه النفايات، إذ يستحيل استمرار وجود هؤلاء الأشخاص داخل الفضاء الجديد، إذ سيحرمون لا محال من العمل به، ومع هذا كله قامت الوكالة الألمانية GIZ بتدابير عدة أهمها خلق فضاء دراسي على مشارف المطرح الذي افتتح في نوفمبر 2010 ويستفيد منه حوالي 20 طفلا في إطار التعليم الغير النظامي، ليبقى الهدف من هذا هو إعادة إدماجهم من جديد في المؤسسات التعليمية ويدخل هذا في إطار التعاون مع نيابة التربية الوطنية طنجةأصيلة، من أجل الدفع ببرنامج محاربة الهذر المدرسي، ومن جهة ثانية حاولت كذلك الوكالة الألمانية بمساعدة وزارة البيئة بإدماج حوالي 40 آخرون، يفوق سنهم 16 سنة في مؤسسات التكوين المهني ليتم بعد ذلك إقحامهم في ميدان الشغل. وقد تميز هذا اليوم التحسيسي بحضور الدكتور حمدان من جمعية أمال لأصدقاء الصحة الذي قام بإجراء فحوصات طبية لهذه الشريحة، الذي أكد في تصريحه لشبكة طنجة الإخبارية أن الأمراض الجلدية والتنفسية باتت شائعة عندهم، حيث أن الجمعية تمدهم في هذا السياق بهذه الخدمات بالإضافة إلى الأدوية بالمجان في سبيل التضامن والتآزر مع هؤلاء المغلوبين على أمرهم. وبالمناسبة أيضا تقدم القائمون على هذه التظاهرة بتوزيع قطع وقائية تساعد على العمل داخل هذا الفضاء، ويشتمل على سترات واقية وقفازات وغيرها من القطع التي تقي إلى حد ما هؤلاء الأشخاص الذين لا زالوا في حاجة إلى ضمانات قوية تضع حدا لمعاناتهم الصحية والاجتماعية للتوصل إلى طريقة للكسب المشرف والعمل المحترم الذي يفرض آليات للتواصل ما بينهم وما بين المسؤولين في القطاع العام والخصوصي لتفادي هذه الصور التي لا تنعت إلا بالتخلف والاحتقار.