عرفت جماعة تيسنت القروية (اقليم طاطا) عدة احتجاجات شعبية خاضتها ساكنة دوار الزاوية أحد أكبر دواوير الجماعة الذي يبعد عن مركزها بحوالي 07 كلم، و قد سطر السكان ملفا مطلبيا تتصدره مجموعة من النقط العادلة و المشروعة. * مطالب عادلة عادية:
- المطالبة بتوفير النقل المدرسي خاصة لتلميذات الدوار المتمدرسات بمركز الجماعة بالتعليم الثانوي حماية لهن من المخاطر التي تتهددهن أثناء تنقلهن من و إلى الدوار خاصة و أنه تم تسجيل حوادث تحرش و سرقة كانت ضحيتها تلميذات من الدوار. و في هذا الإطار عبر آباء و أولياء المتعلمات عجزهم عن تسديد المبالغ المقترحة (بين 90 و 120د ) و التي من شأنها أن تثقل كاهلهم بمصاريف إضافية لا قدرة لهم عليها خاصة أمام واقع الفقر و الهشاشة الذي يميز المنطقة،أضف إلى ذلك أن عددا منهم متكفل بأزيد من متعلمة واحدة. - تعويض المتضررين من الفيضانات التي شهدتها المنطقة جراء التساقطات المطرية أيام 22 و 23 و 28 و 29 نونبر 2014 و التي خلفت خسائر كبيرة تمثلت أساسا في انهيار مجموعة من المنازل التي لازال أصحاب بعضها يقطنون لدى عائلات أخرى،إضافة إلى ضياع الأثاث و التجهيزات و نفوق عدد من البهائم... - إصلاح الطريق الرابطة بين الدوار و مركز الجماعة و التي تكلف السكان اعتمادا على مجهوداتهم البسيطة الخاصة بإجراء إصلاحات ترقيعية لها كلفتهم 250 درهما للساعة لمدة يومين،غير أنها مجهودات تبقى غير كافية، و هو ما تؤكده حالة الطريق المتدهورة جدا، و التي تكلف السكان مصاريف جانبية إضافية (زيادة 06 دراهم في ثمن كيس الدقيق المدعم مقارنة بمركز الجماعة مثلا) إضافة إلى المعاناة اليومية التي يتكبدها مستعمليها. - إصلاح المدرسة الابتدائية المتميزة بهشاشة بنيتها التحتية،و تمكين جميع المتعلمات و المتعلمين من المنح الدراسية ضمانا لتمدرسهم و تشجيعا لهم على ذلك. إلى غير ذلك من المطالب العادلة و المشروعة، و التي خرج السكان مطالبين بها في مسيرة سلمية أولى على طول الطريق الرابط بين الدوار و قيادة تيسنت حيث اعتصموا مضطرين في غياب أي حوار جدي مع أي مسؤول أمام سلبية القائمين على الشأن المحلي، و بعد أن رفض قائد القيادة استقبال أعضاء لجنة الحوار التي انتدبها المحتجون و اختار التحاور مع أشخاص من اختياره!!
* رئيس دائرة فم زكيد: صب الزيت على النار
حضور رئيس الدائرة إلى تيسنت كان سببا في تأجيج الأوضاع عوض المساهمة في حلحلتها،فمباشرة بعد وصوله توجه إلى مقر القيادة حيث يعتصم المحتجون الذين أفاد بعضهم أن المسؤول الذي لم يكن يرتدي زيه الرسمي و لم يسلم و لم يكلم أحدا و لم يقدم نفسه و صفته لأحد، قام بالدوس على بعض النساء في طريقه إلى باب القيادة مما استفز الحاضرون الذين اعتبروا التصرف شكل من أشكال الحكرة و المهانة التي لطالما عانوا منها.احتجاج كلفهم اعتقال خمس من أبنائهم و متابعة أربعة منهم في حالة سراح،إضافة إلى تعنيف عدد من النساء و الرجال و الأطفال جراء تدخل القوات العمومية.
* المسيرة في اتجاه عمالة الإقليم سيرا على الأقدام حوالي 75 كلم:
عوض فتح حوار جدي و مسؤول مع ساكنة الدوار،تمت عسكرة المنطقة باستقدام قوات من داخل و خارج الإقليم إلى تيسنت مما دفع ساكنة الدوار إلى مغادرتها أملا في إيجاد مخاطب ينصت لمشاكلهم و يبحث عن حلول جدية لها،فالتمسوا وسيلة نقل تقلهم إلى مركز العمالة،غير أن التعليمات كانت صارمة،حظرت على الجميع نقلهم،بعد إقامة حواجز للدرك الملكي على طول الطريق. فما كان للنساء و الرجال المطالبين بإطلاق سراح أبنائهم من خيار غير السير أقداما لمسافة يعلمون مدى طولها و صعوبتها،فكانت الانطلاقة حوالي الساعة الخامسة و النصف مساء يوم 20 يناير 2015 و امتدت الرحلة إلى حوالي الحادية عشر و النصف من صباح اليوم الموالي بالنسبة لبعض الحالات،خاصة و أن من بين المحتجين أطفال صغار و رضع و نساء جاوز عمر بعضهن السبعين، و منهم من لم يسترح ليلا سوى مدة قصيرة داخل قنوات للصرف مهجورة.
* أمام المحكمة الابتدائية بطاطا:
تجمع نساء و رجال الزاوية أمام المحكمة الابتدائية صباح الأربعاء 21 يناير 2015 في انتظار ما ستسفر عنه محاكمة أبنائهم، و يتعلق الأمر بكل من أيوب ببرايم و خالد السليماني و عادل بوخنوش و عبد الكريم الركراكي و محمد السليماني و عبد الوهاب منصوري و عبد العالي ميدان و عصام بوتكورين و بوبكر السليماني المتابعين بتهم العنف في حق موظف عمومي،و المساهمة في تنظيم تظاهرة غير مصرح بها، و العصيان ، و التحريض على المساهمة في تنظيم مظاهرة غير مصرح بها.و قد جرت المحاكمة في خرق لمبدأ علنية الجلسات، حيث لم يسمح بولوج القاعة للجميع (باستثناء بعض رجال الأمن...) و قد كان المتابعون مآزرين بالأستاذ عبد الله الزاوي مناضل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطاطا الذي طلب مهلة للتأجيل من أجل إعداد الدفاع،و التمس السراح لكافة المتابعين،و هو ما تم لصالح اثنين فقط، في حين تم الاحتفاظ بالثلاثة الباقين في حال اعتقال،وهم عبد الوهاب منصوري و عبد العالي ميدان و عصام بوتكورين، مما خلف صدمة قوية للساكنة بعد علمها بالخبر، حيث أغمي على عدد من النساء اللواتي تم نقلهن عبر سيارة الإسعاف إلى المستشفى الذي رفض استقبالهم بداية.
* مسيرة الحفاة في اتجاه السجن المحلي ثم العمالة:
في مسيرة صامتة توجه المحتجون حفاة إلى السجن المحلي،حيث رفعوا شعارات تضامنية مع المعتقلين، و مطالبة بإطلاق سراحهم،و وقف المتابعات القضائية ضد جميع المتابعين، ثم واصلوا المسير في اتجاه عمالة الإقليم التي ما إن وصلوها حتى تمت عسكرتها بإنزال جحافل متنوعة من قوات القمع ،رددت عدة شعارات،و ألقيت كلمات تستفهم بعفوية عن ضمير المسؤولين و عن إنسانيتهم،و عن غيابهم يوم اجتاحت المياه بيوتهم البسيطة،و حضورهم اليوم بهذا الحجم لمجرد رفعهم مطالب بسيطة...
* حوار مع عامل الاقليم: شكل المحتجون لجنة للحوار اجتمعت بعامل الإقليم ،و تم على اثر ذلك رفع الشكل النضالي في انتظار ترجمة الوعود الى حلول حقيقية ملموسة.