نظم مركز الدراسات والأبحاث في الفكر والمجتمع نشاطه الافتتاحي يوم السبت 14 نونبر بالجامعة الدولية باكادير بتأطير من البحاثة المفكر المغربي محمد طلابي، وقد أبرز الدكتور عزيز البطيوي رئيس المركز في كلمته الافتتاحية سياق تأسيس المركز وطموحه في الإسهام في بناء عمل فكري جاد وفق أعراف أكاديمية معتبرة وقيم حضارية فاعلة تسهم في تعزيز الحركة الفكرية والعلمية وتربط الفكر بالمجتمع اعتمادا على رؤية معرفية تكاملية. بعد ذلك تفضل الدكتور علي بن بريك مسير اللقاء بتجديد ترحيبه بالأساتذة والباحثين مذكرا بأهداف هذا النشاط وما يحمله هذا المركز من رؤية جديدة في العمل الفكري، وهو ما ستنصب عليه كلمة الدكتور عمر تدرارني الذي ركز في كلمته على أن مركز الدراسات والأبحاث في الفكر والمجتمع مؤسسة بحثية فكرية أكاديمية مستقلة تعنى بالبحث العلمي والأكاديمي في قضايا الفكر والمجتمع وتهدف إلى تنمية وتشجيع البحث في مختلف مجالات الفكر والمجتمع وتأسيس فضاء للحوار والتواصل بين الباحثين والكفاءات العلمية وفق منظومة من المبادئ والقيم التي اختارها المركز منطلقا له. بعد ذلك تفضل المفكر محمد طلابي بتقديم ورقته العلمية حول علاقة الفكر بالمجتمع داعيا إلى إلى ضرورة إحكام جدلية الفكر والمجتمع والضبط المفهومي لهذه الثنائية، واستكشاف خريطة المفاهيم القرآنية في تساوق مع حاجات الحضارة والمجتمع الراهنين، ووفق معادلة التصديق والهيمنة التي من مقتضياتها استجلاب أحسن ما في الحداثة الغربية من مفاهيم وآليات ودمجها وتوليفها مع منظومة القيم الإسلامية، بما يحقق أعلى صيغ فهم المجتمع وتشريح مقاصده وحاجاته التي حصرها في أربعة مقاصد وهي:إنتاج السلطة، والثروة، والقيم، والمفاهيم الفكرية، وإعادة توزيع كل ذلك توزيعا عادلاً. إن التوليف المنشود هو جوهر الوسطية وروحها، إذ هي ضد الإقصاء والتطرف، لأنها تأخذ من كل شيء أحسنه، وتؤمن بتكامل العلوم لا بفصلها، إنَّ من مقتضيات هذا الدمج والتوليف أن نعيد انتخال تراثنا الإسلامي بما يتلاءم مع حاجاتنا الراهنة، ومع الكسب الإنساني في مجالات الفكر وتدبير شؤون المجتمع. وختم هذا النشاط بنقاش مثمر قدم بعده الأستاذ طلابي توضيحات مسددة، وبدعوة المركز للباحثين الجادين الانخراط الفاعل فيما سيقدم عليه المركز من برامج مستقبلية.