في الوقت الذي نفت فيه السلطات المحلية بتافراوت بجهة سوس ماسة وجود أي اجتياح للجراد الصحراوي، تعيش المناطق الحدودية للمملكة حالة من التأهب والاستنفار تحسبا لوصول أسراب ضخمة من الجراد قادمة من الجزائر. في هذا السياق، تم إنشاء خلية إقليميةبجرادة بجهة الشرق لتنسيق الجهود ووضع خطة استباقية تتضمن استكشافا مكثفا ورصدا يوميا للمناطق الحدودية، وذلك في إطار حالة الاستنفار القصوى المعلن عنها من طرف السلطات لمواجهة أي تهديد محتمل من أسراب الجراد. وإلى جانب ذلك، تم تفعيل نظام مراقبة استباقي يشمل تكثيف عمليات المراقبة اليومية على مدار الأسبوع، وتشكيل لجان مختلطة تضم ممثلين عن قطاعات الفلاحة، والصحة، والسلطات المحلية، والدرك الملكي، وذلك بغية تحديد النقاط الساخنة المحتملة لدخول الجراد. وتأتي هذه الخطوة في إطار حرص السلطات على حماية المزروعات والمراعي، وتجنب أي أضرار اقتصادية محتملة قد تنجم عن غزو الجراد. ووفقا لما أورده عبد الرحمن أنافلوس، المدير الإقليمي للفلاحة بجرادة، فإن الجهود تركز بشكل خاص على المناطق الحدودية من جماعة "رأس عصفور"، مرورا ب "تيولي"، و"أولاد سيدي عبد الحاكم"، والمنطقة الجنوبية لجماعة "عين بني مطهر"، وكذلك جماعة "لمريجة"، مع التأكيد على أن التراب الإقليمي كله تحت مراقبة شاملة ومستمرة. وأوضح أنافلوس أن التدابير الوقائية المتخذة تتضمن تعزيز نظام الإنذار المبكر، والتنسيق المستمر مع الأقاليم المجاورة، وخاصة إقليم فجيج، والجاهزية لتنفيذ عمليات المكافحة الفورية عند الحاجة، وذلك بهدف حماية المزروعات والمراعي، وضمان الأمن الغذائي للإقليم، والحد من أي أضرار اقتصادية محتملة. وشدد ذات المتحدث على أن المديرية الإقليمية للفلاحة قامت بتفعيل شبكة مراقبة فور تلقي المعلومات حول احتمال وقوع هجوم للجراد، وذلك لمتابعة الوضع بشكل مستمر، مشيرا إلى أن اجتماعا تنسيقيا برئاسة الكاتب العام لإقليمجرادة قد أسفر عن تخطيط وتنسيق عمليات استكشاف الجراد، وبدأت اللجان المختلطة مهامها بالفعل منذ الأسبوع المنصرم. وخلص ذات المسؤول إلى أنه لم يتم رصد أي أسراب جراد بإقليمجرادة حتى الآن، مؤكدا أن الفرق العاملة تظل في حالة تأهب قصوى لضمان سلامة الإقليم وموارده الفلاحية. وكانت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي قد أثارت جدلا واسعا حول مزاعم اجتياح الجراد الصحراوي لمنطقة أملن بتافراوت بجهة سوس ماسة، وهو ما دفع السلطات المحلية إلى توضيح حقيقة الأمر، مؤكدة أن ما تم توثيقه كان عبارة عن حشرات محلية معتادة، تنجذب إلى مصادر الضوء خلال فترات معينة من السنة.