السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسعدني أن أتوجه إليكم بكلمتي هاته في هذه المناسبة الغالية على جميع المسلمين وأنتم تستعدون لزيارة تلك الأرض الطاهرة. لقد تم اختياركم ضمن أعضاء البعثة الصحية لتنالوا شرف خدمة ضيوف الرحمان من حجاجنا الميامين. وظيفتكم هي إنجاز العمل الموكول لكم بكل تفان وإخلاص ونكران للذات لرعاية صحتهم والسهر على سلامتهم الجسدية والنفسية، وأنتم في هذه المهمة النبيلة، تمثلون وطنكم، ووزارتكم، وقيمكم، أمام حجاج بيت الله الحرام، وأمام أشقائنا في المملكة العربية السعودية. إن مسؤوليتكم تتجسد في مختلف المراحل الوقائية قبل العلاجية. إذ يتعين عليكم أولا تحسيس الحجاج وتعليمهم طرق الوقاية من أخطار مختلف الأمراض، كما تتجسد ثانيا في تقديم العلاجات الصحية الأولية لتجنيبهم مضاعفات المرض وأخطاره، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الصحية عند الضرورة وتتبع حالتهم المرضية عن كثب وتقديم الدعم المعنوي والنفسي لهم، ورصد الأخطار الصحية المحتملة والعمل على إيجاد الطرق والوسائل الكفيلة بالتعامل معها، وبذل أقصى الجهود حتى يتمكنوا من أداء مناسك الحج بيسر وسهولة. وستساعدكم في أداء هذه المهام، المنهجية التي وضعتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والتي تعتمد على النقط الصحية الثابتة والنقط المتحركة، مما سيمكن لا محالة من إعطاء دفعة نوعية جيدة لخدماتنا الصحية من خلال تدعيم سبل الوقاية وتقديم النصائح التربوية الصحية لمواطنينا. كما أدعوكم إلى ضرورة التنسيق الجيد بينكم، راجين من الله تعالى أن تتحلوا بنكران الذات وأن تكونوا أحسن سفراء لبلدكم في تلك البقاع المقدسة. أيتها السيدات أيها السادة: أغتنم هذه الفرصة لتذكيركم بأنكم -إلى جانب القيام بمهامكم-ستؤدون مناسككم وستتاح لكم الفرصة لتعيشوا تلك اللحظات الروحانية بامتياز وأنتم خاشعون متوجهون بأبصاركم وأفئدتكم إلى الله، مبتهلين إليه، راجين منه الرحمة والغفران في أجواء ربانية عطرة. وستقفون بجبل عرفة فلا تنسوا وأنتم تتوجهون إلى الباري تعالى الدعاء لمواطنيكم ولبلدكم ولكافة المسلمين بالنصر والتمكين والسلم والتقدم والرخاء. كما أدعوكم إلى رفع أكف الضراعة في تلك اللحظات الروحانية العظمى إلى الباري تعالى أن يحفظ ملكنا الهمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، ويحفظ الأسرة الملكية الشريفة وأن يحفظ شعبه ووطنه، وأن يديم علينا جميعا نعمة الصحة والسلامة والأمان. أدعو الله لكم بالسلامة في سفركم ومسعاكم وبالتوفيق والنجاح في أداء مهامكم النبيلة وأن يتقبَّل صالح أعمالكم، وأن يجعل حجَّكم مبرورًا، وسعيكم مشكورًا، وذنبكم مغفورًا. " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" صدق الله العظيم.