حذر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025، من تداعيات اقتصادية سلبية قد تنجم عن الارتفاع الحاد في الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية السابقة، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات قد تعرقل جهود البنك المركزي لتحقيق التوازن بين مكافحة التضخم وتعزيز سوق العمل. وخلال كلمة ألقاها أمام النادي الاقتصادي في شيكاغو، أوضح باول أن تصاعد الرسوم الجمركية "قد يؤدي إلى زيادة أسعار المستهلكين"، ما قد يؤثر سلبًا على النشاط الاقتصادي العام، مضيفًا أن "الاحتياطي الفيدرالي قد يجد نفسه أمام معادلة صعبة في ظل هذه المتغيرات". وأشار إلى أن التحدي الرئيسي الذي يواجه المؤسسة النقدية حالياً هو الحفاظ على استقرار الأسعار دون التأثير على وتيرة التوظيف، وهو ما وصفه ب"الوضع المعقد" الناتج عن الضغوط المزدوجة للسياسة النقدية. وأضاف باول أن "الرسوم الجمركية الجديدة قد تتسبب، على الأقل، في ارتفاع مؤقت لمعدلات التضخم"، وهو ما يستدعي الحذر في اتخاذ قرارات تتعلق بخفض سعر الفائدة الرئيسي، مؤكدًا ضرورة تقييم المعطيات بعناية قبل أي تحرك. يُذكر أن الولاياتالمتحدة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في معدل التضخم خلال عام 2021، قبل أن تبدأ الأرقام في التراجع بعد سلسلة من قرارات رفع أسعار الفائدة بين عامي 2022 و2023. وبلغ معدل التضخم 2.5% في فبراير الماضي، بعد أن كان يتجاوز 7% سنة 2022. وتثير هذه التصريحات تساؤلات حول مستقبل السياسة النقدية الأمريكية ومدى تأثير القرارات التجارية السابقة على الاقتصاد المحلي، خاصة في ظل استمرار التحديات العالمية التي تواجه الأسواق.