رسّخ المغرب مكانته كأحد أبرز الوجهات الاستثمارية في شمال إفريقيا خلال عام 2025، بعدما أطلقت الحكومة سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية الجريئة، وطوّرت بيئة أعمال محفّزة، وفق ما أكدته دراسة شاملة لمجلة "أوليس" الاقتصادية الدولية. ووفق الدراسة، ساهمت السياسات الاقتصادية الطموحة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، والحوافز الحكومية في جذب اهتمام متزايد من مستثمرين دوليين وعرب، لا سيما في القطاعات الصناعية والخدماتية والتقنية. إصلاحات تشريعية وجمركية تحفّز الاستثمار أطلقت المملكة موجة إصلاحات في المجالات القانونية والضريبية شملت تبسيط الإجراءات الإدارية، وتحسين ولوج المستثمرين إلى العقار والتمويل، مع التركيز على قطاعات النقل، الطاقة، البنية التحتية، والفلاحة. وفي هذا السياق، لعبت مؤسسات مثل الهيئة المغربية للاستثمار والصادرات (AMDIE) دورًا مهمًا في الترويج للمملكة كمنصة استثمارية رائدة نحو إفريقيا، بدعم من تصريحات أوروبية وأجنبية تؤكد مكانة المغرب الاستراتيجية. موقع استراتيجي ومكاسب من التحوّلات الدولية بفضل موقعه الجغرافي بين أوروبا وإفريقيا، واتفاقياته التجارية مع أوروبا والولايات المتحدة، استطاع المغرب أن يتحول إلى نقطة محورية في سلاسل الإمداد الدولية، خصوصًا في ظل التوترات الجيو-اقتصادية العالمية، ورغبة الشركات الكبرى في تقليل اعتمادها على الإنتاج في آسيا. مؤشرات نمو مشجعة واستثمارات قياسية أشار تقرير Allianz Trade إلى أن معدل النمو الاقتصادي في المغرب سيبلغ 3.5% في 2025، ويرتفع إلى 3.6% في 2026، مدفوعًا بتوسع قطاعات حيوية مثل الطاقات المتجددة، صناعة السيارات، الفلاحة، والتحول الرقمي. كما أعلنت المملكة المتحدة عن دعم استثماري بقيمة 4 مليارات جنيه إسترليني عبر صندوق UKEF لتعزيز مشاريع استراتيجية في المغرب، مما يعكس ثقة القوى الاقتصادية في قدرة المملكة على تأمين مناخ استثمار مستقر ومربح. نقاط القوة والتحديات نقطة القوة التفاصيل التنوع القطاعي توسع في مجالات الطاقة، السيارات، الفلاحة، والرقمنة المناخ القانوني إطار قانوني واضح ومستقر، مع حماية قوية للملكية الفكرية التحول الرقمي ريادة مغاربية في رقمنة الخدمات والبنيات التحتية التحديات استمرار الحاجة لتطوير الإدارة الترابية والموارد البشرية في بعض المناطق وضعت مجلة "أوليس" ومصادر اقتصادية دولية أخرى المغرب ضمن أبرز الأسواق الصاعدة عالميًا، بفضل إصلاحاته الهيكلية، وموقعه المتفرد، وديناميته الاستثمارية المتسارعة. ويظل تعزيز هذه الدينامية رهينًا بقدرة الحكومة على مواصلة الإصلاحات المؤسسية والجهوية، وتوفير بيئة أكثر مرونة وتنافسية لاستقبال المستثمرين وتحفيز الابتكار، ما يضع المملكة في قلب المعادلة الاقتصادية الجديدة عالمياً.