حق "الفيتو " الذي يراد به الباطل، يعطل البعض بمزاجه ما يريد، ومن أقبحه رفض إيقاف جرائم حرب الإبادة في غزة ..؟ "البلطجة" الإمبريالية سياسة للتحكم في الدول، وابتزاز الثروات، والتفنن في تعليل دعم الإبادات الجماعية، وصناعة خرائط الهيمنة، بزرع الفتنة والكراهية والاقتتال الداخلي، وجعل الخيانة مصدرا لجني الأموال، واتهام الشعوب وقوى الممانعة والمقاومة لكل أنواع الاحتلال العسكري والاقتصادي والثقافي بالإرهاب ومعاداة السامية و .. ومن تصريحات ترامب المستفزة المنحازة للظلم والباطل والتي تعلن بصلافة أن حكومة ترامب وحكومة الاحتلال هيكل واحد : "نتنياهو سيأتي إلى هنا وسنتحدث عن الكثير من الأمور، أيضا سنتحدث عن النجاح الذي أحرزناه، لقد وصلنا إلى نجاحات باهرة في إيران غير مسبوقة والضربات الجوية كانت دقيقة في إيران، وسنتحدث أيضا عن غزة ". ؟ ! ، إنهما متواطئان ومتحالفان في الإبادة الجماعية والحصار والتخريب، ومتحدان على غزة بتزكية عملية من "النيتو " ؟؟ إن النوايا والأفكار والتصريحات والأعمال التي تقوم بها أمريكا بتنسيق تام مع إسرائيل و" النيتو"، وبشراكات رسمية ظاهرة وخفية مع دول غربية متشبعة بالحربائية وسياسة الكيل بمكيالين، مؤيدين واقعيا لسلطة الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين خاصة وأراض شرق أوسطية عامة . ومن تجليات لؤم وفضائح وخيانات هذه المجموعة الغربية تعمد تعطيل بعض مهام مؤسسات الأممالمتحدة المعنية بالأمن والسلام والغذاء والدواء والرعاية الصحية والتعليم وحقوق الإنسان و..إلخ، واحترام حقوق الدول وشعوبها بالعالم، وزعيمتهم في كل هذا الانحراف هي أمريكا التي تمارس تغولها "المبلطج" بالانسحاب من اتفاقيات أممية أو إيقاف المساهمة المالية لبعض منظماتها، أو إطلاق التهديدات بفتح جهنم في غزة أكبر من التي فتحتها المنظمات العسكرية الإسرائيلية منذ القرن الماضي … ومن أوجه تجليات الإمبريالية الديكتاتورية المتغولة: – تسلط أغلب الدول الكبرى باستعمال ما يسمى " حق " الفيتو ! الذي حولوه إلى فيتو "الباطل" . – ومن ذلك ما يمكن اعتباره بدعة خطيرة، تمثلت في تكليف شركة أمريكية بتوزيع بعض المواد الغذائية، في ظل حصار جائر دام قرابة السنتين. وهو الحصار الذي لا يمكن فهمه إلا كمصيدة إكراه ممنهجة، تصب في مصلحة آلة الحرب الإسرائيلية، التي تستغل هذا الوضع لتفتك بالمدنيين كما تشاء، وفق مخطط يتماهى مع سياسة الإبادة والتهجير. وكل ذلك يجري تحت أنظار وصمت الجهات التي ساهمت في نصب هذا الفخ. إنهم الداعمون الرئيسيون للفاشية الجديدة، والمتواطئون مع مشروع الهيمنة الصهيوني، من بين بعض حكام الغرب المتناوبين على احتضان ودعم الكيان المحتل، وتوفير الغطاء السياسي والعسكري لجرائمه الممتدة منذ عقود. – إنهم أول من تجرأ على إعلان الإعداد لمخطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه . – تعمدهم إقصاء المنظمات الأممية من غزة ومنعها من التدخل الشامل وفقا لمعاييرها بأبعادها الإنسانية في علاقة بضرورات الحياة البشرية، حتى يخلو لهم المجال لتشديد الحصار برا وبحرا وجوا، وتدمير كل مقومات الاستقرار والعيش. إن الغايات من القبول باستمرار جرائم الحرب الصهيونية المدعمة أمريكيا وغربيا بتمطيط وتعطيل ما يسمى المفاوضات وبإطلاق غارات طالت فلسطين الكبرى والشام الكبير و … : – إعادة رسم خرائط الشرق الأوسط الجديد بضرب منظمات المقاومة، – وللتحكم في بعض الدول التي لاتقوم إلا بتقمص الممانعة عبر بلاغاتها منذ عقود لضمان إدماجهم في جوقة القابلين – لجعل الكيان المحتل اليد المنفذة لقرارات الإمبريالية الصهيونية في الشرق الأوسط – بسعيهم الحثيث لضم القدس الشرقية للغربية لتصبح مركزا للسلطة العالمية للديانات السماوية / الإبراهيمية، ولتتقاسم السلطة الدينية مع شبه الجزيرة العربية … فإذا كانت الدولة السعودية هي حامية وخادمة الحرمين الإسلاميين، فإن كيان الاحتلال سيحكم القدس كعاصمة للديانات الثلاث بمذاهبها المختلفة ليكون من يحكم أرض فلسطين هو خادم الديار المقدسة " السامية " الذين سينظمون مواسم الحج والزيارات: اليهودية، والمسيحية الكاثوليكية والبروتيستانتية والأرثودوكسية .. ، وكذا المزارات المقدسة عند المسلمين. ولعل ترامب في تصريحه الحمال لتحذيرات متعددة بأنه يريد "تقاسم مداخيل موسم الحج لأن الرب واحد"، لن يعدم الأسباب ليجد آلية جبائية لاستخلاصها، وقد يصل ابتزازه إلى أن يفاوض على أن يتركوا للمسلمين الحج الإسلامي مقابل أن تكون فلسطين الكبرى لهم، أو يهددوا بضرورة استرجاعهم لأراض بالجزيرة العربية ومنها المدينةالمنورة، التي كانت تقطن بها قبائل يهودية: بني قَيْنُقَاعَ، وَبَنِي النَّضِيرِ، وَبَنِي قُرَيْظَةَ… ، وقد يسعون إلى المطالبة بدعم من لوبيات "الفيتو" باسترجاع أراض غادرها اليهود في كل الدول العربية والإسلامية منذ الأزل، وليضغطوا لتعديل القوانين في الدول التي غادروها ما بعد 1948 بضمان الحق في الانتماء الأصلي وامتلاك الجنسية، ولم لا، لإلزامها بأن تضمن لهم التمثيلية في مؤسساتها بنسب يحددونها تماشيا مع ما هو معمول به في بعض الدول الغربية وحتى الدول الشرقية حيث يجمعون بين جنسيتين: مواطنون أمريكيون أو بريطانيون أو ألمان أو فرنسيون .. فمنهم مجندون وضباط في الكيان، والبعض الآخر يشكلون لوبيات مجندة لدعم الاحتلال بكل الطرق … إن الخطر الأكبر للصهيونية العنصرية هو مخططات تسيير إرهاب "المستوطنين المتطرفين" بحماية ودعم من الجيش، الغاية منه إفراغ الأسر من منازلها بالمدن المخيمات مع هدمها، وتهجير أكبر عدد ممكن من المناطق القروية والفلاحية والرعوية المستهدفة لإقامة مستوطنات جديدة بأفق منظور عندهم بإنهاء حلم قيام الدولة الفلسطينية . إنهم أينما يتوجهون لا يأتون بخير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، هكذا وصف القرآن في سورة الأحزاب أحوال المسلمين بالمدينة من تحالف الأحزاب من قريش واليهود والمنافقين من خارج المدينة ومن داخلها بحصار قوي عسكري واقتصادي و… " إذ جَآءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنَ اَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ اِ۬لَابْصَٰرُ وَبَلَغَتِ اِ۬لْقُلُوبُ اُ۬لْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ اِ۬لظُّنُونَاۖ (10) هُنَالِكَ اَ۟بْتُلِيَ اَ۬لْمُومِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاٗ شَدِيداٗۖ (11) . " فكيف هو حال الشعب الفلسطيني في ظل حرب جهنمية تُشنّ عليه بأحدث الآليات والطائرات وأقوى القنابل، وبحصار مطبق يخنقه يومًا بعد يوم، وكل ذلك يتم بتواطؤ من قيادات لأحزاب تحكم دولًا كبرى، منحت لنفسها – بقوة الحروب – ما سُمي ب"حق الفيتو"، لتستخدمه في منع وقف العدوان، وعرقلة أي قرار دولي يهدف لحماية المدنيين. إنها الجريمة الكبرى في حق الإنسانية، حين يتحوّل "الفيتو" إلى أداة لشرعنة الإبادة. إنه فيتو باطل، وظالم، ومجحف. ليكن الله في عون الشعب الفلسطيني، في صموده الأسطوري أمام هذا الظلم المركب.