الحلم الذي تسلل إلى منامنا يوم 20 فبراير ، سيتحول إلى كابوس إذا لم نفتح أعيننا على الحقيقة. الخروج إلى الشارع كان رد فعل طبيعي لقطف أزهار الربيع العربي والمطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومحاربة الفساد. مبادرة الإصلاح بدأت بشكل تدريجي بتعديل الدستور، وانتهت إلى الاستعداد الحالي لتنظيم انتخابات مبكرة. الاحتجاجات المستمرة في الشارع والتظاهرات السلمية، استحسن الجميع استمرارها كي تشكل أداة ضغط على صناع القرار، حتى لا يتم التراجع عن الإصلاحات المكتسبة ولكي يشعروا باستمرار أن الشارع متيقظ ويواكب قطار الإصلاح إلى أن يستقر في محطته المقبلة. شبان اليسار والشبان اللامنتمون للأحزاب، ساهموا بشكل كبير في إنجاح هذه الاحتجاجات بالحفاظ على سلميتها وتناغمها وفعالية شعاراتها المناهضة للفساد والاستبداد، ما كان يعكس درجة من الوعي توقفت عند حدود هذه الشعارات والاحتجاج دون المساهمة الفعلية في المبادرة السياسية. إلى هذا الحد كانت الأمور تسير بشكلها الصحيح. انضمام عناصر جماعة «العدل والاحسان» كان مؤشرا على انحراف المسيرات الاحتجاجية. البعض قال إنه شيء طبيعي لأن الجماعة باتت تشكل «مكونا» من مكونات المجتمع على حد قولهم! خروج عناصر الجماعة في المظاهرات بدأ بشكل تدريجي، حيث كانت في البداية تكون طوقا لحماية المحلات التجارية في المسيرات، ثم حرصت على حضور الجموع العامة لحركة 20 فبراير وتطبيق قراراتها بشكل حرفي، وهي الجموع التي يحضرها الشبان المستقلون عن الأحزاب بالإضافة إلى اليسار، وشيئا فشيئا بدأت تبث شعارات غير متفق عليها تتسرب خلال المسيرات، ثم شكلت تحالفا خارج الجموع العامة مع شبان النهج الديمقراطي والطليعة، لاختيار وسائل التظاهر والأحياء التي يتم فيها، وبعد أن تحكمت في الجموع العامة بفضل هذا التحالف المشبوه الذي لا ينبني على قيم أو مرجعيات مشتركة، إنما تجمعه الأهداف الخاصة لكل طرف، تقوت وبدأت تفرض وجهة نظرها الخاصة وطموحاتها فانفردت بشعارات غير متفق عليها واعتدت بالضرب على عناصر الحركة وانتهت إلى نعت بناتنا المشاركات في المظاهرات بالعاهرات، وقريبا ستشحذ السكاكين والسياط كما فعلت في الجامعة، وبعد أن تحسم معركتها حول السلطة ستقام المشانق... ومرحى بالإصلاح!!