مكالمة الساعتين: هل يمهّد حوار بوتين وترامب لتحول دراماتيكي في الحرب الأوكرانية؟

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مكالمة مطولة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استغرقت قرابة ساعتين، وأثارت موجة واسعة من التكهنات بشأن تداعياتها المحتملة على مسار الحرب المستمرة بين موسكو وكييف.
ورغم عدم صدور تصريحات رسمية مفصلة من الجانبين حول فحوى الحوار، فإن توقيت الاتصال ومدته الطويلة أثارا اهتمام المراقبين، خصوصًا في ظل التحضيرات الجارية للانتخابات الأمريكية المقبلة، حيث يبرز ترامب كأحد أبرز المرشحين الجمهوريين المحتملين، ومن المعروف عنه مواقفه المعلنة التي تميل إلى تقليص دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا.
بحسب محللين، فإن المكالمة قد تحمل رسائل رمزية تتجاوز مضمونها المباشر. فبوتين، الذي يدير دفة الحرب في أوكرانيا منذ أكثر من عامين، قد يكون بعث بإشارات مفادها أن مستقبل النزاع مرتبط بشكل وثيق بالتغيرات السياسية في واشنطن. أما ترامب، فيُعتقد أنه يسعى إلى ترسيخ صورته كقائد عالمي قادر على الانخراط في حوارات حساسة قد تؤدي إلى تسويات كبرى، دون أن يكون طرفًا مباشرًا في السلطة.
ويذهب بعض المراقبين إلى اعتبار هذه المكالمة خطوة استباقية من الجانبين، تحسّبًا لاحتمال فوز ترامب بالرئاسة في دورة 2025، ما قد يغيّر جذريًا سياسة البيت الأبيض تجاه الملف الأوكراني، ويؤدي إلى تقليص المساعدات العسكرية والمالية لكييف، وهو ما تطمح إليه موسكو بوضوح.
في المقابل، يسود القلق في الأوساط الأوكرانية من أن أي تقارب محتمل بين ترامب وبوتين قد ينعكس سلبًا على الدعم الغربي لكييف، خاصة في ظل تعثر المساعدات الأمريكية داخل الكونغرس، وتزايد الأصوات التي تدعو إلى "إنهاء الحرب عبر التسوية" بدلًا من التصعيد العسكري.
وتؤكد مصادر دبلوماسية أوروبية أن العواصم الغربية تتابع باهتمام هذه الاتصالات غير الرسمية، والتي قد تفسر كمؤشر مبكر على إمكانية حدوث انعطافة دبلوماسية في الحرب الأوكرانية، خصوصًا إذا ترافقت مع تغييرات سياسية كبرى في الولايات المتحدة خلال العام المقبل.
بينما لا يمكن الجزم بما دار فعليًا في مكالمة الساعتين بين بوتين وترامب، إلا أن مجرد حصولها في هذا التوقيت الحرج، يكشف عن دينامية جديدة بدأت تتشكل خلف الكواليس، وقد يكون لها بالغ الأثر في مستقبل واحدة من أعقد الحروب الجيوسياسية في القرن الحادي والعشرين.