كان يدعي الحياد في مهمته كمبعوث شخصي للامين العام السابق للامم المتحدة با كيمون، لكن المملكة فطنت لانحيازه إلى انفصاليي البوليساريو، لذلك اعترضت على مواصلة مهامه قبل أن تتم إقالته. إنه كريستوفر روس الذي تسبب في أزمة بين المنظمة الأممية والمغرب لم يتم تجاوزها إلا بعد إبداء صرامة وحزم الدبلوماسية المغربية وعلى راسها جلالة الملك محمد السادس في مواجهة مخطط كان يستهدف المس بالسيادة المغربية على صحرائه. روس سيفضح نفسه مع مرور السنوات، ويقرر زيارة مخيمات المحتجزين بتندوف، والتي تم الإعلان عنها مؤخرا . زيارته الحالية المنتظرة بداية الشهر المقبل لن تكون تحت يافطة أممية بل تجهل دوافعها ومراميها خاصة أنه يقود وفدا من جامعة نيوجرسي الأمريكية.وبعد توقيف الجولات المكوكية لكريستوفر روس بعد الاعتراض التقني للمملكة على حدود وساطته، فان جلالته أكد أنه بصفته" الضامن لاستقلال البلاد، ولوحدتها الترابية، فإن من واجبي تحديد المفاهيم والمسؤوليات، في التعامل مع الأممالمتحدة، والتعبير عن رفض المغرب للمغالطات والانزلاقات، التي تعرفها هذه القضية". وطالب الامين العام للأمم المتحدة، الدول الكبرى، وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعلى رأسها البيت الأبيض، بموقف واضح من هذا النزاع بسبب الازدواجية في المواقف , وهوما عبر عنه جلالته بالقول أنه " في الوقت الذي يؤكدون أن المغرب نموذج للتطور الديمقراطي، وبلد فاعل في ضمان الأمن والاستقرار بالمنطقة، وشريك في محاربة الإرهاب؛ فإنهم في المقابل، يتعاملون بنوع من الغموض، مع قضية وحدته الترابية". واعتبر جلالته أنه "دون تحميل المسؤولية للجزائر، الطرف الرئيسي في هذا النزاع، لن يكون هناك حل. وبدون منظور مسؤول للواقع الأمني المتوتر بالمنطقة، لن يكون هناك استقرار". ولدلك حرص الخطاب على التأكيد أنه "مخطئ من يعتقد أن تدبير قضية الصحراء، سيتم عبر تقارير تقنية مخدومة، أو توصيات غامضة، تقوم على محاولة التوفيق بين مطالب جميع الأطراف"، وأنه "مخطئ أيضا من يحاول مقارنة الصحراء بتيمور الشرقية أو ببعض النزاعات الترابية بأوروبا الشرقية. لأن لكل قضية خصوصياتها. فارتباط سكان الصحراء بالمغرب، ليس وليد اليوم، بل تمتد جذوره في أعماق التاريخ".