بعد الضجة الكبيرة التي خلفتها تسريبات " كولمان " أو التلك الجهات التي أزعجها صوت الزميل رضوان الرمضاني ، و التي حاولت ان تجعل من مقدم " قفص الاتهام " متهما في قفصه ، غير أن واقع الحال يقتضي من زملاء مهنة المتاعب توحيد الصف من أجل درء أي تصدع قد يصيب هذا الجسم ، فاليوم الرمضاني و غدا الله أعلم من سيكون كبش الفداء و القربان الذي يقدم إرضاء لهذه الجهات . تحدثوا كثيرا عن تعامل الرمضاني و مديره في " ميد راديو " مع جهاز " لادجيد" و نسوا أو تناسوا ان هذا الجهاز هو الذي يسهر على أمن المغاربة ليلا و نهارا ، و أنه مؤسسة رسمية قائمة بذاتها تشتغل تحت إمرة ملك البلاد و حاميها جلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده ، و أن جلالته من يعين مديرها ، فأين المشكل حتى إن كان الرمضاني ضابطا رسميا في صفوفها ؟ بل إن الشرف كل الشرف أن نكون جميعنا خداما أوفياء لملكنا و وطننا ، فلا يزايد علينا أحد بعد كل هذا بالوطنية . ان المنطق و العقل يقتضيان منا قبل اصدار احكام جاهزة و مجانية على أناس من قبيل الزميل الرمضاني عودونا و تعودنا معهم على نبل الاخلاق و المصداقية قبل المهنية ، ان نطرح سؤالا وجيها : هل مؤسسة بحجم " لادجيد " في حاجة للرمضاني أو غيره حتى تعرف ما يقع في كل المؤسسات الاعلامية أو غيرها ؟ أظن انه من الحماقة ان نفكر بهذا المنطق ، و إلا فلنصلي صلاة الجنازة على أمننا القومي ، لكنني أرى على أن السؤال المفروض طرحه هو : من هي هذه الجهات التي أزعجها صوت الرمضاني و تريد إخراسه ؟ إن من أزعجهم صوت الرمضاني كان عليهم التفكير في سبل أخرى غير هذه الطريقة التي بكل التأكيد سوف لن تزيد زميلنا إلا كل العزم من أجل المضي في درب كشف الحقيقة و تنوير الرأي العام ، فالأولى ان نناقش مضمون و جوهر كل الحوارات و اللقاءات التي أجراها رضوان مع ضيوفه على اختلاف توجهاتهم و مشاربهم الفكرية و السياسية و الرياضية وووو بدل الخوض في ترهات و خزعبلات لن تفضي إلى شيء ، غير أنها تزيد الشعب تعلقا برموزه و كفاءاته و شخصياته العمومية الأكثر تأثيرا في المجتمع ، و حتى إن كان الرمضاني ضابطا في " لادجيد " فماذا بعد ...؟