بوروندي تجدد دعمها الراسخ لمغربية الصحراء وسيادة المملكة على كامل أراضيها    الخزينة العامة للمملكة تكشف المداخيل الجمركية    الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    أكادير.. الانطلاق الرسمي للدورة ال21 من تمرين "الأسد الإفريقي"    "حماس" تسلم الرهينة الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر للصليب الأحمر في غزة    البرازيل تستعين بأنشيلوتي لاستعادة أمجادها في كأس العالم    كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة.. نيجيريا تتأهل إلى نصف النهائي بفوزها بضربات الترجيح على السنغال (3-1)    15 فيلما مطولا تتنافس في الدورة 25 لمهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية    سلطات دار أقوباع تمنع تجار الفخار من احتلال الملك العمومي    بابا ليو الرابع عشر يطالب بإنهاء العنف في غزة وإيجاد تسوية سلمية في أوكرانيا    حزب الاستقلال يعقد الدورة العادية للمجلس الاقليمي بالعرائش    الحكومة تعتزم إحداث "وكالة وطنية للأطفال المحتاجين إلى الحماية"    حكيمي أفضل لاعب إفريقي في فرنسا    طائرة طبية تنقل مولوداً مصاباً بكتلة في العنق.. وفرق طبية تتدخل بسرعة    مصرع شاب في حادثة سير مميتة بإقليم الدريوش    أحزاب المعارضة بالبرلمان تقترب من إسقاط حكومة أخنوش وهذا مضمون الملتمس    الفنان سعيد الشرادي يحيي حفلا فنيا بمدينة مراكش    الطائر والمحار والسمكة.. عرض مسرحي صامت أبهر الصغار والكبار بالرباط برسائله العميقة وحِكَمه الصينية    فرنسا تتوعد برد حازم على الجزائر بعد طرد مزيد من المسؤولين    الداخلية ترخص ل"الجمعية" بعقد مؤتمرها الوطني في بوزنيقة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    تامسنا.. انطلاق فعاليات المؤتمر الدوري السابع لجمعية إدارات السجون بإفريقيا (صور)    مبيعات الإسمنت تجاوزت 4.52 مليون طن عند نهاية أبريل الماضي    انعقاد عاجل للمجلس الوزاري يُغيّب أخنوش عن جلسة المساءلة في البرلمان    توتر وطني في قطاع المقاهي بسبب الرسوم.. هل تصل شرارته إلى الناظور؟    القضاء يمنع مصطفى لخصم من مغادرة التراب الوطني بعد متابعته بتهمة تبديد المال العام    أمريكا والصين تتفقان على خفض الرسوم الجمركية وتهدئة التوتر التجاري    نيسان تعلن تسريح 20 ألف موظف عالميا لمواجهة أزمتها المالية    الاستثمارات الصينية في المغرب تجاوزت حاجز 10 مليارات دولار    نداء العيون-الساقية الحمراء: الدعوة لتأسيس نهضة فكرية وتنموية في إفريقيا    إحباط عملية تهريب كبيرة لمخدر الشيرا بأكادير    شركة الدار البيضاء للخدمات تنفي توقف المجازر في عيد الأضحى    حريق مهول يلتهم قيسارية عريقة في بني ملال وخسائر مادية جسيمة دون إصابات    حزب العمال الكردستاني يعلن حل نفسه وإنهاء الصراع المسلح مع تركيا    بنهاشم ينهي مهمته كمدرب مؤقت للوداد ويعود إلى الإدارة الرياضية    أشرف حكيمي يتوج بجائزة "فيفيان فوي" كأفضل لاعب أفريقي في "الليغ 1"    الرجاء يحتفي بأطفال مدينة الداخلة    ترامب يشيد بالحصول على طائرة رئاسية فاخرة من قطر    ماذا نعرف عن أسباب وأعراض متلازمة مخرج الصدر؟    النفط يرتفع أكثر من 3% متأثرا بالتفاهم التجاري بين أمريكا والصين    فضيحة تدفع مسؤولا بالأمن القومي في السويد للاستقالة بعد ساعات من تعيينه    هذه هي حقيقة توقف مجازر الدار البيضاء في عيد الأضحى    الجيش الملكي يتأهل لعصبة الأبطال الإفريقية    ندوة علمية بالحسيمة تسلط الضوء على التراث الثقافي بإبقوين ورهانات التنمية السياحية    "ريمالد" تنشر لعثماني عن الحكومة    الآلاف يتظاهرون في باريس للتنديد بتصاعد الإسلاموفوبيا في البلاد    بطولة فرنسا.. ديمبيليه يفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري    المغرب والصين: تعاون استراتيجي يثمر في التصنيع والطاقة الخضراء    اختتام فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفيلم بالحسيمة(فيديو)    الصحراء المغربية تلهم مصممي "أسبوع القفطان 2025" في نسخته الفضية    البيضاء تحدد مواعيد استثنائية للمجازر الكبرى بالتزامن مع عيد الأضحى    إنذار صحي في الأندلس بسبب بوحمرون.. وحالات واردة من المغرب تثير القلق    عامل إقليم الدريوش يترأس حفل توديع حجاج وحاجات الإقليم الميامين    لهذا السبب .. الأقراص الفوّارة غير مناسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم    إرشادات طبية تقدمها الممرضة عربية بن الصغير في حفل توديع حجاج الناظور    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا يمنع مدارسنا الابتدائية، من "الدرس المسرحي " ؟
نشر في أخبارنا يوم 13 - 11 - 2017


-1-

المسرح الذي يطبق عليه العلماء والأدباء والفنانين، "أب الفنون" هو الفن الذي تلتقي عنده فنون الرقص، التشكيل، الشعر، القصة، الرواية، الصور المتحركة، والأداء الجسدي والموسيقى، إذ ليس بين الفنون التي عرفتها البشرية، فن استطاع ان يصل لاحتضان كل هذه المعارف والإبداعات، إلى التلقي والاستقبال، فهو منذ البداية، كان وما يزال يعتمد في شكله وجوهره على حصيلة المعرفة في شمولها العام.

لذلك حرصت مناهج التعليم في الغرب، وفي اليابان والصين على أن تجعل "الفن المسرحي" درسا أساسيا في برامجها الابتدائية، لا باعتباره نشاطا موازيا، ولكن باعتباره فنا من الفنون الأساسية التي تقرب المعرفة إلى عقل الطفل وميولاته الحسية، وهو ما يحقق له المتعة والمشاركة والانفتاح على الفنون والمعارف الأخرى.

وقد أكدت التجارب بهذه البلاد، أن "الدرس المسرحي" للأطفال في التعليم الابتدائي، قد أسهم في تحقيق تقدمهم الدراسي، الذي سوف أن يستمر معهم طوال حياتهم الدراسية القادمة.

في نظر العديد من المربيين الخبراء بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وآسيا، ان "الدرس المسرحي" في المناهج الابتدائية، لا يسهم فقط في تنمية استعداد التلاميذ / الأطفال لاستقبال المواد العلمية والفنية التي يستقطبها "أب الفنون" وفي توجيههم الوجهة الاجتماعية والتربوية السليمة بالمشاركة مع بقية المواد الدراسية الأخرى، ولكنه أكثر من ذلك ينمي قدرات التلاميذ ومواهبهم الفنية، ويعمل على توجيههم الوجهة الاجتماعية الصحيحة.

بعني ذلك، أن المدرسة الحديثة في هذه الجهات، استطاعت " بالدرس المسرحي" أن تربح الرهان في تربية التلاميذ وتنشئتهم بفعالية، ذلك لأنها اعتمدت في المسرح كحقل للتفكير، خلاق، فعال وايجابي، وقادر على تكييف الطفولة اجتماعيا وتربويا...وثقافيا.

-2-

هل يعني ذلك، أن " الدرس المسرحي" في المناهج الابتدائي حديث النشأة في العالم...؟

يؤكد العديد من المؤرخين، والدارسين والنقاد والمهتمين، ان العالم الحديث، عرف هذا الدرس في بداية القرن الثامن عشر، وان مدارس أوروبا نتيجة ذلك عرفت " مسرح الأطفال" بكل مكونات العمل المسرحي : ( النص والأداء، بمشاركة التلاميذ / وهو أصبح يعرف في أوروبا ب الدراما المدرسية.

تقول المرجعيات التاريخية، أن العديد من الأدباء والكتاب والمؤلفين ساهموا في تنشيط المسرح المدرسي خلال هذه الفترة، بكتابة نصوص مسرحية خاصة للأطفال ذات صفة تربوية، تستجيب للمناهج الدراسية الرسمية.

وقد أكدت العديد من الكتابات النقدية التي أنجزت عن " المسرح المدرسي" خلال القرن الثامن عشر، أن هذا الصنف من المسرح، حقق للتلاميذ الصغار، إضافة الو روح المسرح، متعة حسية وفكرية، ساعدتهم على استيعاب دروسهم العلمية والفكرية والجمالية بإيجابية، وعلى تحقيق تكيفهم المدرسي، وتعديل سلوكهم التعليمي، وتنمية قدراتهم التخيلية والإبداعية.

وفي الزمن الراهن، أكدت العديد من الدراسات التربوية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وآسيا، أن المسرح المدرسي أصبح يسهم بفعالية في توصيل المعلومات الدراسية للتلاميذ الصغار، ذلك لأن "اللعب التمثيلي" يساعدهم على استيعاب المعلومات التاريخية والاجتماعية، كما يساعدهم على تفجير طاقاتهم الإبداعية وبلورتها في أعمال وسلوكات.

-3-

السؤال الذي يطرح نفسه علينا في هذه الحالة : أين برامج التعليم الابتدائي بالمغرب من "الدرس المسرحي / من المسرح المدرسي ؟.

هل يغيب هذا الدرس...؟ هل نرى برامجنا المدرسية، أن لا فائدة منه...؟

يرى العديد من الباحثين (1) أن فوائد المسرح المدرسي، لا تحصى، وأنه أكبر دعامة تربوية للتلاميذ الصغار، فهو يساعدهم على زيادة قدراتهم في التعبير والخطابة، ويوجههم نحو روح التآزر والتعاون والمثابرة في العمل، ويزيد من معلوماتهم الثقافية، في الآداب والفنون والمعارف الاجتماعية والسياسية، إضافة إلى ما يتعلمونه من مهارات وخبرات، وقيم أخلاقية ودينية، تجعلهم يفهمون ما حولهم من أحداث وقضايا وإشكالات.

هل من أسباب جوهرية لغياب "المسرح" عن المدرسة الابتدائية ببلادنا...؟

هل لا نتوفر على الإمكانات الضرورية لإحداثه وتنشيطه وإبراز مواهب أطفالنا الصغار من خلاله...؟

أقترح هنا، على نقابتنا العتيدة، وعلى فرقنا المسرحية إعداد مشروع متكامل للدرس المسرحي، وللمسرح المدرسي، من أجل تقديمه إلى المسؤولين بوزارتي التربية الوطنية والثقافة والإعلام، لإدماجه في المناهج الدراسية الأولية بتعليمنا الابتدائي.

وأعتقد جازما، أنه حان الوقت، لتأسيس الإبداع المسرحي من جديد، على يد براعمنا الصغار، من أجل ضمان أجيال مسرحية، قادرة على الإبداع، وعلى العطاء وعلى التواصل مع الحداثة الثقافية في عالمنا الحديث.

خاصة بعدما تحول مسرحنا إلى إطار هلامي، وحولنا في العديد من لقاءاته ومهرجاناته وتظاهراته إلى كائنات تضحك...ولا تعرف لماذا تضحك، تتفرج ولا تدري ما القصد من فرجاتها.

وتامين عام بالنيابة لنقابة المسرحيين المغاربة، أدعو كل المثقفين والفنانين والمبدعين، طرح هذا الموضوع للنقاش، من أجل وضعه في صيغته الثقافية، علنا نربح رهان هذه المسألة التي نعتبرها من أهم المسائل التي تواجه مستقبلنا المسرحي.

أفلا تنظرون...؟

****

(1) الاساتذة عبد العزيز السريع / حسن ابراهيم بدير، في دراستها عن المسرح المدرسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.