و الصلاة والسلام على خير المرسلين في هذه الأيام ونحن في شهر الصيام ، الشهر الذي أنزل فيه القرآن ، شهر العبادة والغفران، طلعت علينا وزارة الأوقاف ببيان ، تعلن فيه : أن لعبة الحظ ستجرى للمسجلين في لائحة خامس الأركان - الحج لبيت الله الحرم- . لم يكن يتوقع أي مسلم في هذا البلد الحبيب أن أحد أركان الإسلام سيتوقف على لعبة الحظ ، ولكن وزارة الأوقاف لم تجد حلا أفضل من هذا لإنصاف الراغبين في أداء ركنهم الخامس، لكنها لا تلقي بالا لما يقع في نفوس المسجلين من خيبة أمل حين يعلمون أن الحظ لم يكن بجانبهم للذهاب إلى الدّيار المقدسة ،هذا جعلني أكتب هذه السطور ولا أدري هل سيقرؤها بعض القراء وتبقى في سجل محفوظ مع المقالات التي سبقتها من قبل، أو ربما يقرأها مسئول يمكن أن يغير أو ينبه على ما تقوم به وزارة الأوقاف في اتخاذ الحظ كوسيلة للذهاب إلى أداء الركن الخامس من ديننا الحنيف . أنا متيقن أن الوزير المكلف يعلم أن من الناس قد سجلوا أنفسهم في لوائح الحج و منذ أن انطلقت عملية القرعة الأولى إلى يومنا هذا ولم يسعفهم الحظ . كما أنني متأكد أنه يعلم أن في كل سنة يسجل البعض الآخر أنفسهم للمرة الأولى في لوائح الحج ، ويحضاهم الحظ و يذهبون للقيام بفريضتهم . فهل يعتبر السيد الوزير أن هذا إنصافا؟ و الآن لي أسئلة أوجهها إلى السيد الوزير المحترم : كيف ترى عملية القرعة من باب العدل ؟ أ من حقك أن تترك الحظ يلعب في الركن الخامس للإسلام ؟ ألا تعلم كم من أحد سجل نفسه مرات عديدة ولم يسعفه الحظ وقد مات ولم يذهب لأداء فريضته ؟ و هل تعلم أن هناك من سعفه الحظ في المرة الثانية أو الثالثة ولكنه آنذاك كان مريضا أو عاجزا عن الذهاب ؟ فهل علمت أن من الممكن أن يسجل الشخص نفسه في لائحة الحج عشرات السنين دون جدوى ، لأن الحظ لم يكن بجانبه؟ . سيدي الوزير هي أسئلة كثيرة ومتنوعة ، لكن المقام لا يسمح لنا بإدراجها ، إنما هناك لحاج ا –اقتراح يمكن أن يقبله المواطن وأن يسد باب كلام الناس عن الحج بالحظ فسه في لائحة الحج وينتظر دوره ، وكل سنة ن، وهو أن يسجل المواطن -السويرطيبيذهب من وصله الدور ويبقى الآخرون في لائحة الانتظار للسنة المقبلة أو ما بعدها ،و سيكون المرشح للحج مرتاح البال و هو يعلم أن يوما سيصله الدور إن أطال الله في عمره . و من الإجراءات التي يمكن زيادتها عند تعذر الذهاب لأحد ما ، فتعطى الفرصة لكل واحد مرة أو مرتين ، أي إذا وصله الدور و اعتذر، يبقى في أول الترتيب بالنسبة للسنة المقبلة لكنه إذا ما اعتذر ثانية يسقط من اللائحة و عليه التسجيل مرة أخرى ويفقد المراتب الأولى . أو شيء من هذا القبيل أليس هكذا أفضل يا سيدي الوزير ؟ و ربما لديكم من المستشرين من يخمن أفضل من هذا التخمين الذي بين يديك ، ولكن لا تجعلوا الحظ يلعب دورا في ركن من أركان الإسلام . ثم أين هم العلماء و المجالس العلمية المغربية ، والمجلس العلمي الأعلى ؟، أليس هذا شأن يجب استنكاره، و تنبيه الوزارة الوصية على الحج بتغيير هذا المسار الذي تسير فيه ؟ فالحظ ومنذ أن بدأت أعرف ما يجري في هذه الدّنيا وأنا أعرفه مرادفا وشقيقا وأخا ملازما للعب و القمار وليس للدين أو النجاح في الامتحان .