أدى العقار الروسي "سورفاكتانت" المستخدم في علاج تليف الرئة الحاد إلى خفض معدل وفيات المرضى المصابين بعدوى فيروس كورونا بمقدار 3 إلى 5 مرات، وفق الخبير الروسي أوليغ روزنبرغ. وقال روزنبرغ الذي طوّر هذا الدواء إن المرضى الذين عولجوا بهذه المادة الخافضة للتوتر السطحي تقلل احتمال نقلهم إلى وحدة العناية المركزة والربط بالتنفس الاصطناعي، وأصبحت الوفيات بينهم أقل ب3 إلى 5 مرات".
ولفت الخبير في الوقت ذاته إلى أن جمع البيانات المعممة عن كل حالات تعاطي هذا الدواء لا يزال جاريا، مشيرا إلى أنه خلال الجائحة جرى علاج 120 مريضا بهذا الدواء.
وأفادت جامعة سيتشينوف الطبية بموسكو، بأن 30 من أصل 32 مريضا يعانون من تطور شديد للعدوى وتلقوا الدواء، تمكنوا من التعافي.
وفي مركز مدينة تيومين المتخصص بالولادة، نجت جميع النساء الحوامل وما بعد الولادة ال16 المصابات بشكل حاد بعدوى الفيروس التاجي اللائي تعاطين الدواء.
وصرّح أندريه باوتين، رئيس مختبر "ألمازوف" لأبحاث التخدير والإنعاش أن 24 مريضا تعافوا من بين 28 آخرين يعانون من التهابات شديدة، كانوا قد تلقوا العلاج بهذا الدواء، كما انخفض معدل وفيات المرضى المصابين بأمراض خطيرة من 80% إلى 14.3%.
وقال رئيس المختبر إن "نقص العامل الخافض للتوتر السطحي الذي يصنعه الجسم نفسه يعوضه دواء خارجي. وهذا يسمح حتى للحويصلات التي تضررت بفعل الفيروس بالبقاء في حالة سليمة وإجراء تبادل الغازات وتشبع الدم بالأكسجين"، لافتا إلى أن هذا الدواء كان يعطى للمرضى عن طريق الاستنشاق، ويستغرق الإجراء 30 دقيقة، مرتين في اليوم. البعض يحتاج للعلاج به ليومين، وفي حالات أخرى يجري إعطاء الدواء لمدة تصل إلى خمسة أيام.
وأوضح سيرغي أفدييف، كبير أخصائيي أمراض الرئة بوزارة الصحة الروسية أنه تم إطلاق تجربة عشوائية جديدة للدواء في روسيا منذ يوليو. ووفقا لنتائج الدراسة الثانية، من المخطط إدراج استخدام هذا الدواء في توصيات وزارة الصحة لعلاج المرضى بعدوى "كوفيد -19".
يوجد في العالم حاليا حوالي 10 مستحضرات خافضة للتوتر السطحي، تم تحضيرها جميعا، بما في ذلك الروسي، لمساعدة الأطفال الخدج الذين لا يستطيعون التنفس بمفردهم بسبب عدم نضج الرئتين. لكن الدواء الروسي فقط يسمح باستخدامه للبالغين أيضا.
يذكر أن هذا الدواء، هو مستحضر طبيعي يتم الحصول عليه من رئات الماشية، وهو عبارة عن سائل يبطن الحويصلات الرئوية من الداخل.
