الغالبُ على الظن أنّ السيد عمر هلال ،سفيرُ المغرب الدائم بالأممالمتحدة، تَمثَّلَ خطاب الملك الّذي حث فيه مؤسسات الدولة على الانتقال إلى سياسة الهجوم للدّفاع عن قضية الصحراء المغربية، فقد وجّه ضربة جديدة إلى تحركات البوليساريو بمجلس الأمن، حيث أثارَ إشكالية قانونية تتعلق بمدى قانونية وقوف مُمثل الجبهة، على منصة الأممالمتحدة المُخصصة لإعطاءِ التصريحات الصحافية. المُهاجم الشرسُ فجَّر هذه الإشكالية القانونية خلال تعليقه على قرار مجلس الأمن بشأن نزاع الصحراء المغربية، قائلاً إنّ مُمثل البوليساريو "أحمد بوخاري"، لا يحق له الحديث من مِنصة المنظمة الأممية ؛وهو الأمر الذي كان موضوع سؤال وضعه أحدُ الصحافيين على موظف أممي، رفض التعليق على الموضوع في إقرار واضح لوجاهة رأي الدبلوماسي المغربي، الذي أحال على بنود ميثاق الأممالمتحدة التي تنص صراحة على أن قبول أي دولة من هذه الدول في عضوية الأممالمتحدة، يتم بقرار من الجمعية العامة بناء على توصية مجلس الأمن. وقد أثار تعليق السفير المغربي جدلا قانونياً باعتبار أن البوليساريو لا تُعد دولة عضواً في الأممالمتحدة، وبالتالي فممثل البوليساريو لا صفة قانونية له، وفق ما أوردته الصباح. وفي جلسة نقاش عام ،عُقدت في وقت سابق،كان مجلس حقوق الإنسان بجنيف ينصت إلى السفير المغربي الذي كان بصدد دفْعِ كل تهجمات السفير الجزائري ضدّ الوحدة الترابية المغربيّة بلغة دبلوماسية قوية ومُتماسكة، خاصّة عندما ادّعى هذا الأخير كذبا أن الجزائر مُجرد مُلاحظ في نزاع الصحراء، ليصعقه عمر هلال بالقول: "السفير الجزائري يدعي أن بلاده ليست إلاّ ملاحظا في نزاع الصحراء المغربية ،وكما قد لا يحلو للسفير الجزائري سماع ذلك، فهذه هي أكذوبة القرن". لقد كان السفير عمر هلال بارعاً في الرد على الوفد الجزائري في جنيف عند مناقشة مجلس حقوق الإنسان حول متابعة إعلان وبرنامج عمل فيينا، حيث أوضح أنّه كان "مضطراً للرد على الوفد الجزائري الذي تطرق إلى هاتين الوثيقتين للدفع بمزاعمه حول حقوق الإنسان بالمغرب". ومن ثمّة أخذ يوجه اللكمة تلو الأخرى في فضح الجزائر، التي كان "من الأجدى لها أن تنشغل بعدم احترامها للمقتضيات ذات الصلة في إعلان وبرنامج عمل فيينا، لأنها حققت الرقم القياسي في انتهاك هاتين الوثيقتين" على حدّ تعبيره. كان الدبلوماسي المغربي "يصول بثقة داخل أروقة مجلس حقوق الإنسان بجنيف ويدافع بحماس عن تجربة المغرب الحقوقية التي تفتقر إليها الجزائر الغارقة في ظلمة من العجز السياسي والحقوقي، ولا يعدو شغلها أن يكون مُركّزا سوى على تكثيف الضغط على المغرب من خلال شراء ذمم بعض من يوظفون حقوق الإنسان لتلويث سمعة المملكة" تقول صحيفة العرب اللندنية، فيرد السفير هلال في علاقة بهذه المسألة قائلا: "إنّ تشويه سمعة العيون هو تشويه لسمعة الرباط، وتلفيق الأكاذيب على الداخلة كذب على طنجة، وإطلاق الافتراءات على السمارة (يعني) إطلاقها على فاس، فالتراب المغربي كل لا يتجزأ كما هو الشأن بالنسبة للشعب المغربي في مواجهة الشدة والإعتداء الدبلوماسي الجزائري". حُقن عمر هلال أفقدت السفير الجزائري وعيهُ بعدما تملَّكه الغضبُ وفقد السيطرة على نفسه فعَمَد إلى مُقاطعة السفير المغربي كعادته، مما دفع رئيس المجلس إلى تذكير "الدبلوماسي" بضرورة إبداء حد أدنى من الاحترام لمؤسسة المجلس ولمُهمة السفير، مؤكدا أن "الأمر يتعلق بنقاش بين السفراء وليس بين عسكريين". ساحة الوغى الدبلوماسية تنتقل الآن من جنيف إلى نيويورك، وجوقة بوتفليقة المُناوئة للوحدة الترابية للمغرب يعرفون جيداً هذا القادم الجديد الذي أرهقهم في جنيف، وسوف يكونُ شوكةً في خاصرتهم بنيويورك.