تعيش كلية العلوم التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، على صفيح ساخن، فبعد مقاطعة الطلبة للدروس منذ أزيد من شهر، خاض المئات منهم، صباح اليوم الاثنين، احتجاجات داخل الكلية، قبل أن يتم تطويقها من طرف القوات العمومية. ويأتي هذا الغليان الذي تشهده الكلية، بحسب مصدر من الطلبة المحتجين، بعد أن لم يثمر الحوار الذي عقد، منذ يومين، بين لجنة منبثقة عن الطلبة المحتجين وعمادة الكلية، حيث "رفضت" هذه الأخيرة جميع النقاط الواردة في الملف المطلبي للطلبة، والتي من أبرزها "إلغاء الطرد من الكلية، وتمديد مدة الدراسة، وإضافة أفواج جديدة نظرا للاكتظاظ، وتوفير جميع مطبوعات الدروس". وأضاف المصدر ذاته، في تصريح لجريدة "العمق"، أن الطلبة لجأوا لخيار مقاطعة الدروس بعد أن استمرت إدارة الكلية في كل مرة يتم عقد حوار معها على رفض جميع النقاط المدرجة في الملف المطلبي وكذلك الحلول التي يتم اقتراحها، مشيرا أن مقاطعة الدروس بدأت من شعبة الكمياء وامتدت بعد ذلك إلى شعبة الفيزياء. وأكد المتحدث ذاته، أنهم فوجئوا صباح اليوم بالقوات العمومية تقوم بتطويق باب الكلية، مضيفا أن الحضور الكثيف للأجهزة الأمنية كذب تصريحات عميد الكلية الذي يؤكد أن الطلبة الذين قاطعوا الدروس ودخلوا في احتجاجات لا يتعدى عددهم 15 طالبا، لافتا إلى أن نفس المسؤول "هدد" عددا من الطلبة باتخاذ مسطرة الطرد في حقهم. وأردف المصدر نفسه، أن الأمطار الغزيرة التي عرفتها مدينة أكادير لم تمنع المئات من الطلبة للخروج في مسيرة احتجاجية صوب مقر رئاسة جامعة ابن زهر للمطالبة بتحقيق جميع النقاط التي يتضمنها ملفهم المطلبي. كما أشار إلى أن عميد كلية العلوم فتح حوارا مع المحتجين أثناء وصولهم إلى رئاسة الجامعة، غير أن الطلبة انسحبوا من الحوار بعد أن اتضح لهم عدم جدية الإدارة في تلبية مطالبهم، ليتم تأجيل الحوار إلى يوم غد الثلاثاء. ويربط الطلبة المحتجين، عودتهم للدراسة ووقف الاحتجاجات التي استمرت منذ أسبوعين، بتحقيق عمادة الكلية لرزمة من المطالب، من بينها: "برمجة تاريخ الامتحانات، وتمديد المراجعة ل21 يوما، وإعادة تصحيح أوراق الامتحانات في كل دورة، وضرورة حضور الأستاذ المؤطر داخل لجنة مناقشة البحث، ومنح الحق للطلبة المستوفين للفصل الثالث في الدورة الاستدراكية". ويطالب المحتجون كذلك، ب"ضرورة فتح ماسترات لجميع التخصصات، وتعويض الحصص، وضرورة منح شهادة التدريب لجميع الأسدوسات، وفتح الإجازة المهنية بالكلية، وتوفير التغطية الصحية، وتحديد ثمن مطبوع الأعمال التطبيقية في درهم واحد، وفتح أبواب الخزانة من الساعة الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء، والإسراع في الإلان عن نتائج الدورة، وإدراج معيار التنقيط على ورقة الامتحانات، وتمديد مدة الدراسة". وعلمت جريدة "العمق"، من مصدر مسؤول بالكلية أن هذه الأخيرة تستعد لإجراء حوار مع الطلبة على الساعة الثالثة من يوم غد الثلاثاء من أجل إيجاد حل نهائي يرضي جميع الأطراف، مشددا على أن إدارة الكلية تضع دائما مصلحة الطالب في صلب أولويتها غير أن لبعض الطلبة قراءاتهم لتلك الأمور.
