عاشت الصويرة، المدينة الساحلية الهادئة، على مدى يومي 3 و4 يونيو الجاري، كعادتها، على إيقاعات موسيقة "كناوة" التي تستقطب آلاف الشباب المغاربة والأجانب، للإستمتاع بالموسيقى "الكناوية". مدينة الصويرة أو "موكادور" الواقعة على ضفاف الأطلسي، تستقطب آلاف الشباب والعائلات المغربية والأجنبية، بفضل "موسيقى كناوة" التاريخية، مما يعطي للمدينة أجواء خاصة، تحول هدوء الأزقة وشوارع المدينة القديمة، إلى فسيفساء من المواطنين، بلغاتهم المختلفة وتعبيراتهم المتنوعة، وتجمعهم في الحب الجامح للمدينة وعراقتها. مهرجان كناوة، الموعد الفني والثقافي السنوي، نقطة التحول في المدينة واعلان صريح عن بداية موسم الصيف، وتوافد آلاف السياح من كل الأقطاب، مغاربة وأجانب، مما يحرك الركود الاقتصادي، وينعش آمال المشتغلين في القطاع السياحي، وتكسر جمود الأسواق التقليدية، وتعيد بهجة التنوع اللغوي بين أسوار المدينة. موكادور، أو القلعة الصامدة على ضفاف الأطلسي، تكاد تعرف أكثر من 60 في المئة من رواجها الاقتصادي السنوي، خلال أسبوع "مهرجان كناوة"، هكذا حدثنا يوسف أسكور، الفاعل المدني والمهتم بالشأن المحلي للمدينة. وأضاف أسكور في حديثه للقناة، أن "المدينة تعرف انتعاشا اقتصاديا كبيرا، بسبب التوافد الكبير للسياح، واقبالهم على شراء المنتجات التقليدية، كتذكار على زيارة المدينة السياحية" مشيرا إلى أن " الأجواء تكون استثنائية في هذه الفترة". وأكد الفاعل المدني، أنه في حديثه مع أحد ملاك محلات بيع منتجات تقليدية، أقر له الأخير، أن حجم المبيعات في فترة مهرجان "كناوة" تعادل حجم مبيعات 6 أشهر، والمواطنون يقبلون على شراء التذكار. وأوضح أن رواج المدينة، في فترة المهرجان، يشمل كل المجالات، خاصة وأن السياح ومحبي فن كناوة يتقاطرون على المدينة القديمة، أسبوعا قبل الحدث الفني، مما ينعش قطاع الإيجار والنقل، والمطعمة وقطاعات أجرى كانت راكدة خلال فترة الجائحة. وفي سياق الحديث عن مهرجان كناوة، أشار يوسف أسكور، إلى أن نسخة هذه السنة، عرفت تغيرات من ناحية المدة و البرمجة، حيث تم الاقتصار على الفنانين المحليين في مدة لا تزيد عن يومين". مبرزا في ذات السياق أن "التنوع الذي كان في النسخ الماضية، كان يضفي على المهرجان صبغة خاصة، حيث يجتمع جل 'معالمية الفن الكناوي' في المدينة القديمة". وقال أسكو "لكل مرحلة سياقها الخاص، والمهرجان سيعود لمدينة الصويرة، في قادم السنوات، لأن المدينة هي من ولدت 'مهرجان كناوة' وكبر بين أحضانها، إلى أن وص للعالمية". مضيفا أنه " لا يمكن لأي تربة غير الصويرة أن تمنح لعشاق فن كناوة، تلك 'الحمولة الفنية والفكرية والثقافية والروحية' التي تعبق من روائح أسوار المدينة القديمة.