وشح العاهل الإسباني فيليب السادس، مساء الإثنين بالرباط، مصطفى أمدجار مدير الاتصال والعلاقات العامة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، بوسام الاستحقاق المدني للمملكة الاسبانية من درجة ضابط، تحت إشراف السفير الاسباني بالمغرب ريكاردو دييز هوشلايتنر رودريغيز. وقال أمدجار بالمناسبة، إنه "لا يمكن أن تكون الكلمات الأولى في مثل هذا الموقف سوى الامتنانً لهذا التشريف الكبير الذي أحظى به اليوم بالوقوف أمامكم ومشاركتكم هذه اللحظة الخاصة جدًا حيث تمتزج مشاعر الفرح والامتنان". وأضاف: "منذ بداية اقترابي، قبل أكثر من عشرين عاما، من العالم الاسباني بمفهومه الثقافي والإنساني ، من خلال اللغة والثقافة والاعلام، وقفت على الغنى الكبير للعلاقات بين بلدينا، ليس فقط بسبب التعاون الواسع في المجالات التقليدية السياسية والاقتصادية ومجالات استراتيجية أخرى بل أيضًا بسبب مستوى التبادل الثقافي والإنساني الذي نتقاسمه نحن الإسبان والمغاربة كل يوم، والتي تحول في بعض الاحيان المواقف المتباينة والأوضاع الظرفية دون إدراك عمقه". ومضى أمدجار قائلاً، إن وسائل الإعلام في المغرب وإسبانيا "تساهم وبنشاط كبير في هذا التبادل الثري، من خلال ما تتيحه من تدفق المعلومات والاخبار بين الضفتين. وهكذا ، ينعكس اهتمام الصحافة الإسبانية بالمغرب في كم الأخبار والتحاليل التي تنشرها حول ما يحدث في بلادنا، بقدر اهتمامها، في استعارة من أحد الكتاب، بتتبع وتغطية الشأن الداخلي في إحدى الجهات الإدارية الإسبانية". وأوضح أن "الصحافة المغربية وانطلاقا من موقعها، تولي اهتماما دائمًا ومستمرا بكل ما يتعلق بإسبانيا، حيث تعتبر ذلك من اولويات اجندتها التحريرية. وهو الاهتمام الذي كان دائما حاضرا في المشهد الإعلامي من خلال إصدار منابر باللغة الاسبانية ويتم ترجمته اليوم، من خلال اتساع هذه التجربة في الصحافة الرقمية المغربية المتخصصة والناطقة بلغة سيرفانتس والتي باتت تحتل يوما بعد آخر مكانة مهمة كمصادر للاخبار بين البلدين". واسترسل قائلا: "على المستوى الشخصي، ساهمت هذه الوضعية في تشكيل قناعة لدي والتزام بضرورة العمل على جعل مجالات الاعلام أداة من أدوات التقارب بين بلدينا. وخلال مسيرتي في الوزارة، ارتكز جزء كبير من عملنا على كيفية الدفع بتقوية وتطوير فضاءات للتواصل وكيف أنه لأسباب بديهية، يجب أن تكون الأولوية في ذلك لإسبانيا ولوسائل الاعلام في هذا البلد". وأكد أن "الفكرة ارتكزت على تعزيز كل عمل ومبادرة تكمل دور الدبلوماسية التقليدية بين الدولتين وتسعى إلى التواصل المباشر مع الفاعلين غير الحكوميين أو ما يمكن أن نسميه الدبلوماسية العامة التي تلعب فيها الصحافة ووسائل الإعلام دورًا رائدًا. ويمكن لي أن أقول اليوم إن عملنا في إطار هذا النهج المشترك قد مكّن وسائل الإعلام الإسبانية والمغربية من تغطية وتتبع علاقات التعاون بين بلدينا بروح إيجابية وبناءة، تمكن من تعزيز فرص كبيرة للتقارب بين بلدينا ومن أجل فهم مشترك وأفضل لواقعيهما". ولفت إلى أنه "إذا كانت وسائط الاتصال التقليدية جزءًا أساسيًا ومهما في العلاقات بين البلدين، والتي تتميز بعوامل مرتبطة بالتاريخ والجغرافيا، فإن السياق الجديد والمفتوح الذي أفرزته الثورة الرقمية وازدياد الترابط الهائل بين المجتمعات لا يمكن إلا أن يكون مفيدًا في تعزيز التعارف المتبادل بين المملكتين وجعله يستجيب لمتطلبات الجغرافيا، التي يجب أن تعلو على بعض الجوانب من تجاربنا التاريخية المشتركة". وقال المتحدث ذاته، إن "هذا التصور يتطلب عملاً أكثر استدامة وإبداعًا، من النخب السياسية والاقتصادية ومن رجال ونساء الإعلام والصحافة، في كل من إسبانيا والمغرب لمواجهة الكليشيهات والصور النمطية التي هي جزء من الذاكرة المشتركة، ومن تمثلات المخيال الثقافي والاجتماعي الذي يعيق أحيانًا رغبتنا وإرادتنا المشتركة في السير معًا نحو المستقبل الواعد وفقا لارادة عاهلينا، جلالة الملك محمد السادس، وجلالة الملك فيليب السادس". وخلص إلى أن "هذا الوسام التي تم منحه لي هو تكريم للعمل المهم الذي نقوم به، وكذا للتعاون المثمر بين الوزارة والسفارة الإسبانية في الرباط. أدرك أن الاعتراف بهذا العمل هو دعوة إلى المضي قدمًا خطوة أخرى مع آفاق أوسع، وتوجيه نشاطنا نحو مشاريع مهمة في مجال الاعلام والتواصل والثقافة، التي نحن في حاجة اليها لتقوية علاقاتنا".