لا تزال تداعيات الحفل الذي أحيته الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب في ختام الدورة العشرين من مهرجان "موازين.. إيقاعات العالم" تثير الكثير من ردود الفعل، وسط موجة من الانتقادات الحادة والتعاطف الإنساني على خلفية حالتها النفسية. فبعد مشاركتها في حفل ختام واحد من أكبر المهرجانات الفنية في العالم العربي، وضعت شيرين في قلب عاصفة من الانتقادات، بسبب اعتمادها المكثف على تقنية "البلاي باك" في الأداء، فضلا عن ظهورها بإطلالة أثارت جدلا واسعا، ووصفت من قبل البعض بأنها "غير ملائمة" لمقام الحدث؛ ما أدى إلى مغادرة عدد من الحضور ساحة العرض قبل انتهاء السهرة. وبينما قدمت الفنانة مجموعة من أشهر أغانيها، لاحظ الجمهور كثرة فترات انقطاعها عن المسرح، إذ كانت تغادر الخشبة بشكل متكرر؛ ما أثار تساؤلات حول حالتها الصحية ومدى استعدادها لخوض غمار عرض بهذا الحجم. وقد عبّر عدد من المتابعين عن خيبة أملهم، مشيرين إلى غياب التفاعل المباشر والروح التي ميزت شيرين في تجارب سابقة. وفي سياق التفاعل مع الجدل، قال الإعلامي المغربي فهد الهاشمي إن شيرين بالنسبة له انتهت فنيا منذ زمن، موضحا أن ما يبقيها في الواجهة هو رصيد أغانيها القديمة وموجات التعاطف المرتبطة بأزماتها الشخصية. وأضاف في تدوينة لاذعة: "لا صوت ولا حضور، لا روح ولا أي مجهود يذكر في مهرجان عالمي كموازين! إطلالتها كأنها مدعوة لعقيقة أو عيد ميلاد عائلي". وتابع الهاشمي بنبرة انتقادية: "الكارثة أن فنانة بحجمها تغني أغلب الحفل بلاي باك، وكأننا أمام برنامج تلفزي وليس فوق منصة موازين... لم تحترم جمهورها الذي حضر بالمئات من الآلاف"، مشددا على أنه من الواجب على شيرين الابتعاد لفترة والتعافي تماما قبل العودة إلى الخشبة. وأضاف قائلا: "التعاطف المفرط معها جعلها تستهين بجمهورها، هي لم تعط أي قيمة لموازين، ولو كانت في مهرجان آخر لكانت احترمت القوانين؛ ولكن بما أن التنظيم هذا العام سيئ، ف"كملات" ولا تعليق". من جهتها، خرجت الفنانة المغربية نجاة رجوي عن صمتها، لتعبر بدورها عن قلقها وأسفها، حيث كتبت: "أنا أعشق شيرين، صوتها، إحساسها، وعفويتها... وتألمت وأنا أراها تمر بهذه الطريقة في موازين". وأضافت رجوي: "أحسست بأنها تغني بلا روح، وتائهة، والغناء بلاي باك فيه تقليل من قيمة المهرجان ومن الجمهور الذي حضر ليستمتع بصوتها الحقيقي"، لافتة إلى أن المحيطين بشيرين كان عليهم أن ينصحوها بعدم إحياء الحفل إلى أن تستقر حالتها النفسية. وأردفت الفنانة المغربية: "كنت وما زلت محبة لك يا شيرين، وأدعو الله أن تعودي كما كنتِ... لؤلؤة في سماء الفن العربي". بدوره، سخر الكوميدي أسامة رمزي من أداء شيرين، مشيرا إلى أن هناك فرقا شاسعًا بين ما تقدمه في حفلاتها بالسعودية وبين ما ظهر في موازين، مضيفا أن سهرات فنانين مغاربة مثل "طوطو" و"بودشارت" كانت أكثر نجاحا وجماهيرية. من جهته، خرج الدكتور نبيل عبد المقصود، الطبيب المعالج للفنانة شيرين عبد الوهاب، بتصريح إعلامي لإحدى القنوات المصرية، دافع فيه عن الفنانة، قائلا: "لا أفهم سبب الهجوم المستمر على شيرين.. هل من المنطقي أن تُرضي كل الناس؟ بالتأكيد، لا. شيرين صعدت إلى المسرح وغنت، والجمهور استمتع، وكان الأولى أن نفرح بها بدلا من انتقادها". وأكد عبد المقصود أن الوضع الصحي لشيرين مستقر تماما ولا يدعو إلى القلق، مضيفا: "صحتها جيدة، ولا توجد أي مؤشرات على أنها تمر باضطرابات نفسية أو جسدية. للأسف، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي أداة دائمة للهجوم على الفنانين، حتى في طريقة لباسهم وأسلوبهم فوق المسرح، وهذا أمر غير عادل". وختم الطبيب المعالج للفنانة شيرين عبد الوهاب حديثه بالتشديد على ضرورة دعم الفنانين بدلا من محاربتهم، قائلا: "علينا أن نحتويهم، ونشجعهم بدلا من تصدير صورة سلبية عنهم؛ فالفنانون بحاجة إلى بيئة مساندة لا هجومية".