كانت الفرصة مناسبة للرئيس التركي أردوغان “لتقطير الشمع ” على السلطات الفرنسية، حين عبر عما سماه قلقه من استعمال القوة المفرطة من طرف قوات الأمن الفرنسية، في مواجهة غضب أصحاب السترات الصفراء. وهو بذلك يكرر الجملة الروتينية التي عادة ما ترددها الحكومة الفرنسية في التعامل مع الحركات الاحتجاجية في العديد من الأقطار، حيث عادة ما تسارع وزارة الخارجية الفرنسية إلى التعبير عن قلقها وانشغالها، استعمال القوة المفرطة في مواجهة هذه الحركات في دولة من دول العالم. هذه المرة اشتعلت نيران الغضب الشعبي فوق التراب الفرنسي، ووجدت قوات الأمن و الدرك الفرنسية نفسها مضطرة لاستعمال العنف للحد من التصعيد الخطير، الذي عرفته الأحداث هناك التي لم تتوقف عند حد الاحتجاج السلمي الذي يشكل تعبيرا حضاريا عن الاحتجاج ، بل تجاوز ذلك بكثير ليصل إلى مستوى التخريب والحرق والسرقة وتعطيل حركات السير والمرور في أهم الشوارع والطرق، ولم يكن من خيار، على ما يبدو، أمام السلطات الفرنسية غير استعمال نفس الأسلوب وأكثر للحد من خطورة هذه الأحداث التي دفعت فرنسا تكلفتها غالية جدا. مهم أن نسجل أيضا أن تغطية الغالبية الساحقة من وسائل الإعلام الفرنسية خصوصا التلفزية منها ركزت على أعمال العنف والشغب التي سادت طيلة يوم السبت الماضي في فرنسا، كموقف مما حدث، فيما غابت المعالجة الحقوقية التي تحرص عليها هذه المنابر حينما يتعلق الأمر باحتجاجات خارجية. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: