«طبعا أنا مقتنع بالجهاد، وباركت عملية قتل السائحتين الاسكندنافيتين التي جرت أطوار بمنطقة شمهروش ليلة 17 و 18 دجنبر 2018، إلا أنني لم أدعم منفذيها…. وأنا مقتنع بالجهاد ضد الصليبيين الذين يقتلون المسلمين، ولا يمكن لي أن أتصور أمريكيا مثلا يتجول في المغرب ولا أقتله… لكنني غير متفق مع طريقة قتل عبد الصمد ورفيقيه للسائحتين الدانماركية والنرويجية، لأنها عملية غير سلمية، حيث كان عليهم تفادي إيداء النساء ودبحهم وتنفيذ ذلك في حق الرجال…»
كان هذا من أقوى الإقرارات والاعترافات القضائية لعسكري سابق، من مواليد 1996، أمام غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بمحكمة الاستئناف بملحقة سلا، بعد زوال الخميس 13 يونيو 2019، التي تنظر في ملف خلية الدم بزعامة المسمى عبد الصمد الجود، الذي أقر بدوره في مجلس القضاء وببرودة أعصاب بجرم ذبح ضحيته ومواصلة توجيه الطعنات لها، وهو المشهد الذي صاحبه قيام زميله بوضع رجله على وجهها، لإحكام السيطرة عليها، وتصوير ذلك في شريط فيديو، تم تعميمه عبر الانترنيت في إطارتدويل هذه الجريمة «الداعشية»، بينما تكلف المتهم الثالث بالاجهاز على الضحية الثانية وفصل رأسها عن جسدها.
من جهته أكد متهم جوابا على سؤال لهيئة الحكم أن أمير الخلية أعنف في سلوكه من السويسري، المتابع معه في هذه النازلة رفقة 22 آخرين، لكون عملية ذبح السائحتين أعنف، وأبرز آخر أن السويسري كان قد سأله عن شرعية استهداف السدود الأمنية، وعنده مفهوم خاص بالجهاد، ويقول بالدولة الإسلامية / «داعش»، وذلك في إطار بحثه باعتبار أنه حديث العهد بالاسلام ويسأل الأئمة…
كما تمسك متهم آخر بأنه متفق مع قتل الطائفة الشيعية بالمغرب، في سؤال لممثل النيابة العامة، الذي ذكر المتهم بتصريحه المضمن في محاضر استنطاقه لدى قاضي التحقيق، والذي أبدى اندهاشه للأسئلة الموجهة إليه من قبل رئاسة الهيئة القضائية بدعوى أنه لم يفض بها إبان البحث معه تمهيديا، مؤكدا علاقته التجارية مع المتهم الرئيسي، الذي يعرف أنه متحمس و«زايد فيه» من «راسو» و «كيتْرطَا»، إلا أنه حينما خرج من السجن الذي كان رفقته قطع صلته به، مضيفا أن حب الاستطلاع جعله يطلع على المواضيع الجهادية، وأن عناصر الشرطة جاؤوا به كشاهد وطلبوا منه التوقيع على المحاضر من أجل إخلاء سبيله، لكن يفاجأ اليوم بما هو مضمن بها (المحاضر).
وبعد انتهاء الاستماع إلى المتهم ورجوعه إلى القفص الزجاجي الموجود به باقي المتهمين، كان يضحك بشكل آثار استغراب بعض الحاضرين الذين كانوا جالسين بقاعة الجلسات رقم 1، والتي حضرها ممثلو عدد من وسائل الإعلام الوطنية والدولية.
واعترف ظنين آخر ضمن 13 شخصا استمع إليهم خلال الجلسة الرابعة ليوم الخميس الماضي، أنه كان يتعاطف مع تنظيم «داعش» وأعرض عن ذلك بعدما اطلع على عملياته الارهابية، وأنه قطع صلته بالمتهم الرئيسي بعدما اتضح له خطورة دعواته التخريبية إلى درجة أنه غير رقم هاتفه، إلا أن هذا الأخير تمكن من الاتصال به من هاتف آخر، مضيفا أنه خلال إحدى الخرجات لم يكن هناك تخطيط للقيام بأعمال إرهابية، وإنما شبه تحريض من طرف المتهم الرئيسي، نافيا التهم المنسوبة إليه.